مصر

سائقون يتعاطون المخدرات علنًا بمواقف عامة دون خوف أو حساب

أطلقت الحكومة المصرية حملة بعنوان “المخدرات مش هتضيعك لوحدك”، في محاولة للحد من تعاطي السائقين للمخدرات داخل المواقف العامة، لكن الواقع على الأرض يكشف كوارث أبعد من مجرد تعاطٍ فردي، إذ تحولت بعض المواقف إلى أوكار مفتوحة لتعاطي المخدرات، حيث تُمارس السلوكيات المدمرة على مرأى ومسمع من الجميع، وكأن غياب الرقابة بات أمرًا طبيعيًا.

أكد شهود عيان من مختلف المحافظات أن سائقين يمسكون بأنابيب الشيشة في يد، ويمررون لفافات غريبة في اليد الأخرى، وسط دهشة الركاب وصمت المسئولين.

أوضح مواطنون أن أطفالًا يصعدون الأوتوبيسات في مشهد يومي معتاد على رائحة الحشيش والمخدرات الكيماوية دون أن يُحرك أحد ساكنًا.

صرح بعض السائقين، غير مبالين، بأنهم “بيفصلوا بالمخدرات عشان يقدروا يكملوا الوردية”، بينما قال آخرون بصراحة إنهم “مش هيقدروا يشتغلوا 12 ساعة من غير مزاج”.

أشار بعض العاملين في مواقف النقل إلى أن التحاليل المفاجئة التي تُجرى لبعض السائقين لا تطال الجميع، بل تقتصر على حملات محدودة وسريعة، يعرف الجميع مسبقًا موعدها، ويتفادونها ببساطة، بينما يواصل العشرات القيادة تحت تأثير المخدر دون أي رادع حقيقي.

لفت آخرون إلى أن خطوط الميكروباص التي تنطلق من مواقف بعينها تشهد يوميًا حالات ترنح واضحة على وجوه السائقين، ومع ذلك لا يتدخل أحد لمنع هذه المهزلة المستمرة.

استدرك بعض المتابعين بأن الخط الساخن 16023، الذي خصصته الحملة لعلاج الإدمان مجانًا وبشكل سري، لا يجد صدى حقيقيًا بين السائقين، الذين يرون في التعافي من المخدرات خطرًا على “أكل العيش”، حسب تعبيرهم، معتبرين أن التوقف عن التعاطي سيؤدي إلى فقدان القدرة على العمل تحت الضغط والحر الشديد والتعامل اليومي مع الزحام والفوضى.

زعم البعض أن هناك شبكات كاملة داخل المواقف تنشط في ترويج المواد المخدرة للسائقين، وأن الأمر لا يقتصر على متعاطٍ هنا أو هناك، بل أصبح نمطًا متكررًا تُدار به منظومة النقل في بعض المناطق، وسط تغاضٍ مقصود من بعض عناصر الأمن والإدارة داخل تلك المواقف.

أعلن سائقون أن المخدرات صارت “ضرورة مهنية” في ظروف عملهم الحالية، خاصة مع قلة النوم، وتكرار الرحلات، وانعدام الراحة، مؤكدين أن البديل الوحيد هو التوقف عن العمل نهائيًا.

أردف أحد المواطنين، الذي يستخدم وسائل النقل العامة يوميًا، أن ركوب الميكروباص صار مغامرة غير محسوبة، لا بسبب السرعة فقط، بل بسبب أن السائق غالبًا يكون “شارب” أو “ضارب” شيء ما، يضحك بلا سبب، أو يصرخ فجأة، أو يتصرف بعدوانية مبالغ فيها.

نفى بعض السائقين في المقابل وجود مشكلة عامة، واعتبروا أن الأمر مبالغ فيه، لكن المشاهد اليومية التي تتكرر في مواقف القاهرة والجيزة وطنطا والمنصورة تروي قصة مختلفة تمامًا.

استرسل بعض الأهالي في الحديث عن حوادث وقعت بسبب القيادة تحت تأثير المخدر، منها تصادمات على الطرق السريعة، وانحراف مركبات عن مسارها، بل وترك السائقين للركاب والنزول فجأة في منتصف الطريق بسبب “نوبة هلوسة”، وهو ما حدث مؤخرًا على خط القاهرة – بلبيس، حين قفز أحد السائقين من السيارة أثناء السير بعد أن صاح بأنه “شايف حد بيجري وراه”.

أجاب البعض ممن حاولوا التبليغ عن هذه الحالات أن الشكاوى تنتهي غالبًا في الأدراج، أو يتم التعامل معها على أنها مشكلات فردية لا تستدعي تدخلاً واسع النطاق، بينما الحقيقة أن تعاطي السائقين للمخدرات أصبح ظاهرة عامة تهدد حياة الملايين يوميًا.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى