أحزاب وبيانات

مزرعة رايفند بباكستان تتحول لغرفة عمليات سرية لقيادات حزب “تحريك إنصاف” الهاربة والمطاردة

أطلق حزب “تحريك إنصاف” تحركًا مريبًا بدأ بقافلة ضخمة وصلت إلى مدينة لاهور  الباكستانية، تحت قيادة رئيس الحزب باريستر جوهر علي خان، ورئيس وزراء خيبر بختونخوا علي أمين غنداپور، مصطحبين معهم كبار نواب البرلمان من البنجاب وخيبر بختونخوا، في استعراض علني لحشد القوة وسط أجواء من التوتر والملاحقة الأمنية.

أكد شهود أن القافلة لم تكن مجرد انتقال حزبي عادي، بل تنظيم دقيق لتحرك مباغت، حمل معه طابعًا أشبه بالهروب الجماعي نحو مزرعة رايفند، حيث تم إغلاق الأبواب على اجتماع غامض ومأدبة ليلية تضم نخبة من قيادات الحزب، بعيدًا عن أعين الصحافة والجمهور، فيما بدا كأنه إعداد لشيء أكبر من مجرد إعلان احتجاج.

أوضح متابعون أن قيادات الحزب توافدت إلى مزرعة رايفند وسط تعتيم كامل، دون تصريح واحد عن تفاصيل الاجتماع، الذي يشرف عليه مباشرة كل من جوهر وغنداپور، في ظل تحركات أمنية متصاعدة بدأت فعليًا باعتقال ياسر جيلاني، أحد أبرز الوجوه القيادية، قرب جسر رافي، في توقيت شديد الحساسية.

أشار مراقبون إلى أن مأدبة رايفند لم تكن إلا غطاء لاجتماع طارئ مغلق، لتنسيق ما وصفوه بخطة “الضربة الاحتجاجية”، التى سيتم الكشف عنها في مؤتمر صحفي غدًا، بعد استكمال الترتيبات على الأرض، وإعادة توزيع الأدوار بين النواب والقيادات التنظيمية في البنجاب وخابر بختونخوا، وسط تعليمات بعدم التسريب أو التواصل الإعلامي.

نوهت مصادر داخل الحزب بأن اختيار مزرعة رايفند تحديدًا كمقر للاجتماع ليس صدفة، بل لكونها بعيدة عن الأنظار ومؤمنة أمنيًا، ومعتادة على استقبال اجتماعات مصيرية، ما يكشف أن الحزب لا يتحرك بعفوية، بل يخطط لتحرك نوعي هدفه قلب المعادلة بالشارع قبل فوات الأوان.

استدركت الرواية الحزبية الرسمية بمحاولة التهوين من خطورة المشهد، وزعمت أن جميع القادمين إلى لاهور هم فقط برلمانيون، لكن توقيت وصولهم، والموقع الذي اجتمعوا فيه، وتشديد القبضة الأمنية، يروى قصة مختلفة، توحي بأن الحزب يستعد لإشعال المواجهة من قلب العاصمة السياسية.

أردف مطلعون أن حالة من الاستنفار الكامل بدأت منذ لحظة وصول الموكب إلى شاهدره، حيث تم استقبالهم بهتافات وتجمعات في مشهد مصمم بعناية لإظهار وحدة الصف ورفع الروح المعنوية، لكن خلف هذا المشهد كانت التفاصيل تدور في اتجاه مختلف تمامًا، تُطبخ فيه القرارات داخل الجدران المغلقة.

أجاب محللون بأن هذا التحرك ليس استعراضًا سياسيًا تقليديًا، بل هو إعادة تموضع حاد، يتجاوز مرحلة الاعتراض إلى التنسيق العملي لنزول ميداني واسع، مع رهان الحزب على عنصر المباغتة واستخدام الشارع كأداة ضغط رئيسية، في ظل تآكل الثقة في أي مسارات تفاوضية.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى