حوارات وتصريحات

محمد الحمصاني يكشف استمرار انقطاع الكهرباء رغم وعود الحكومة المتكررة بالصيف

أوضح المتحدث باسم الحكومة، محمد الحمصاني، أن أعمال صيانة محطات توليد الكهرباء لا تزال جارية، مؤكدًا استمرار الدولة في تنفيذ خطتها دون اللجوء إلى تخفيف الأحمال، رغم الارتفاع الشديد في درجات الحرارة التي تخطت حاجز الأربعين درجة مئوية خلال الأيام الماضية، ما زاد من ضغط الاستهلاك على الشبكة القومية للكهرباء.

أعلن الحمصاني أن الدولة قامت بإدراج إضافة 2000 ميجاوات من مشروعات الطاقة المتجددة ضمن خطتها استعدادًا لفصل الصيف، مشيرًا إلى أن تلك الكمية تمثل خطوة مهمة لمواجهة الأحمال المتوقعة. لكن الواقع الحالي في الشارع المصري، وما تشهده معظم المحافظات من انقطاعات يومية للكهرباء تمتد لأكثر من ساعتين في بعض المناطق، يطرح تساؤلات حادة عن مدى كفاءة تلك الخطة وجدواها الفعلية.

أشار الحمصاني إلى أن الحكومة تراهن على مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة لتعزيز الاستقرار في الشبكة، إلا أن هذه الوعود لم تمنع استمرار الانقطاعات المتكررة، في وقت تتسع فيه الفجوة بين ما يُقال وما يعيشه المواطن يوميًا في حرارة الصيف القاسية. فبينما يؤكد المتحدث الرسمي أن الحكومة لم تلجأ لتخفيض الأحمال، تبدو التجربة الملموسة في الشارع مغايرة تمامًا، مع مئات الشكاوى التي تتوالى يوميًا من انقطاعات متكررة دون أي جدول زمني واضح أو تحذير مسبق.

لفت الحمصاني إلى أن عملية الصيانة تستهدف ضمان جاهزية المحطات خلال ذروة الاستهلاك، مشددًا على أن الدولة حريصة على عدم تكرار ما حدث العام الماضي. لكن السؤال الذي يفرض نفسه بقوة: إذا كانت الاستعدادات قد بدأت بالفعل منذ شهور، فكيف لم تنعكس على الخدمة حتى الآن؟ ولماذا لم يشعر المواطن بأي تحسن، بل زاد الوضع سوءًا؟ وأين هي الـ2000 ميجاوات المضافة التي لم تظهر لها أي أثر حقيقي على أرض الواقع؟

زعم الحمصاني أن الدولة تبذل جهودًا كبيرة لتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، والاتجاه نحو مزيج أكثر استدامة من الطاقة، غير أن هذه “الجهود” لم تمنع الأزمات اليومية التي يعاني منها ملايين المواطنين، في ظل انقطاع الكهرباء عن المنازل والمستشفيات والمصانع وحتى المصالح الحكومية، مما يعكس حالة من الانفصال التام بين التصريحات الرسمية والمشهد الميداني الحقيقي.

أردف المتحدث أن الحكومة تستهدف من خطتها تقليل نسب الأعطال، وتحسين أداء المحطات، إلا أن الانقطاعات المستمرة تشير إلى وجود خلل هيكلي لم يتم علاجه حتى الآن، خاصة مع تكرار نفس السيناريو سنويًا دون حلول جذرية، ومع اعتماد الدولة على وعود الطاقة المتجددة كأنها الحل السحري لكل المشكلات، بينما الحقيقة تقول إن الخطط المعلنة لم تنجح في تحقيق الحد الأدنى من الاستقرار الطاقي حتى هذه اللحظة.

استدرك الحمصاني أن المردود الحقيقي لتلك الخطط سيتضح خلال الأسابيع المقبلة، لكن المؤشرات الحالية تؤكد أن المواطن لا يزال في مرمى النقص، والشارع يشهد بانقطاع شبه يومي، والحكومة مستمرة في تكرار نفس العبارات دون أن تقدم تفسيرًا مقنعًا لحجم المعاناة على الأرض.

أكدت التجربة اليومية للمواطنين أن الأرقام الحكومية عن كفاءة الشبكة لا تعني شيئًا ما دامت الكهرباء تنقطع عنهم لساعات دون أي إنذار، وما دام الصيف يتحول كل عام إلى موسم معاناة حقيقية مع العتمة والحرارة، رغم كل التصريحات التي تؤكد العكس.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى