محاولات إسرائيلية لإحراج مصر في غزة وزيادة الضغط على حماس

قدمت إسرائيل سلسلة من خرائط إعادة الانتشار المقترحة خلال المفاوضات غير المباشرة مع حماس في الدوحة، وجميعها تُبقي على وجود عسكري إسرائيلي في رفح، قرب الحدود المصرية. تُظهر إحدى الخرائط، التي سُرّبت في الأيام الأخيرة، سيطرةً كبيرةً على المنطقة الواقعة بين ممري موراج وفيلادلفي جنوب غزة.

اعتُبر الاقتراح الإسرائيلي الأولي، الذي يقضي بضم نحو 40% من قطاع غزة بعمق كيلومترين إلى ثلاثة كيلومترات، غير قابل للتنفيذ. كانت تل أبيب تعلم أن حماس سترفضه رفضًا قاطعًا، ليس فقط لأنه يتناقض مع الانسحاب السابق في يناير، بل أيضًا لأنه يُشكل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي المصري، ويُقوّض معاهدة السلام التي تحظر وجود قوات أو معدات عسكرية إسرائيلية على طول المنطقة العازلة بين الجانبين الفلسطيني والمصري في رفح.

وفقًا لتقارير إعلامية صدرت يوم الأحد، يستعد الوفد الإسرائيلي في الدوحة لتقديم خريطة مُعدّلة تتضمن مساحة أصغر من النسخة المُسرّبة مؤخرًا، لكنها لا تزال تتجاوز اتفاق يناير. كان الاتفاق السابق، الذي انهار في مارس، قد استثنى ممر موراج، الذي أنشأته إسرائيل من جانب واحد في مايو، وتعتبره الآن رصيدًا أمنيًا رئيسيًا لا ترغب في التخلي عنه، حتى في حال إبرام اتفاق جديد.

لم تُعلّق مصر علنًا على الخرائط المُسرّبة، التي تتعارض جوهريًا مع موقف القاهرة: الانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة وانعدام الوجود الإسرائيلي في ممر فيلادلفيا. مع ذلك، أفادت وسائل إعلام عربية أن الوفد الأمني المصري، الذي يتوسط حاليًا في الدوحة، أعرب عن معارضته الواضحة للمقترح، معتبرًا إياه تعديًا إسرائيليًا مُفرطًا وغير مُبرر على غزة.

ترى مصر أن استراتيجية رسم الخرائط الإسرائيلية تكتيك تفاوضي يهدف إلى إجبار حماس على خفض توقعاتها. وتشير الإشارات المتضاربة، التي تتأرجح بين التشاؤم والتفاؤل الحذر، إلى أن إسرائيل لا تنوي تقديم تنازلات حقيقية. بل يبدو أنها تركز على الحفاظ على سيطرتها على غزة ومواصلة الضغط على حماس حتى توافق على شكل من أشكال نزع السلاح.

أفادت التقارير أن المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف وصف المقترحات الإسرائيلية بـ”خرائط سموتريتش”، في إشارة إلى وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، الذي يعارض بشدة أي انسحاب من غزة أو أي اتفاق قد يُفضي إلى وقف إطلاق نار مع حماس. ويعتقد المراقبون أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يُرضي بهدوء قاعدة سموتريتش المتشددة.

المصدر/ عرب ويكلي