ناصر القداري لـ”أخبار الغد”: إيران تشكل تهديدًا غير متوقع لأمن بريطانيا ومثلث خطِر يوازي روسيا والصين

ناصر القداري لـ”أخبار الغد”: إيران تشكل تهديدًا غير متوقع لأمن بريطانيا ومثلث خطِر يوازي روسيا والصين
أكد الدكتور ناصر القداري، الخبير في الشؤون الإيرانية، في تصريحات خاصة لـ”أخبار الغد”، أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية باتت تمثل تهديدًا مستمرًا ومتناميًا للمملكة المتحدة، يوازي ما تشكّله روسيا من خطر على الأمن القومي البريطاني، وذلك في ضوء تصاعد النشاطات الإيرانية العدائية داخل الأراضي البريطانية منذ عام 2022.
وأوضح القداري أن بين يناير 2022 وأغسطس 2023 تم تسجيل ما لا يقل عن 15 محاولة قتل أو اختطاف ضد معارضين ومقيمين داخل بريطانيا، يُعتقد بارتباطها بطهران، مضيفًا أن التهديد الإيراني واسع النطاق، عشوائي، وذو شهية مرتفعة للمخاطرة، على عكس السياسات المنهجية لروسيا أو الصين.
وأشار إلى أن تقريرًا استخباراتيًا بريطانيًا من 206 صفحات، نُشر في 10 يونيو 2025، كشف عن حجم التهديد الذي تشكّله إيران، وأكد أن استرضاء النظام الإيراني يقوّض الأمن العالمي ويشجع سياساته التوسعية. التقرير الذي أُرسل لرئيس الوزراء كير ستارمر في مارس، تضمن توصيات أبرزها النظر في تصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية.
سفارة إيران تنفي وتستنكر
وبالمقابل، نفت السفارة الإيرانية في لندن، في بيان رسمي، ما ورد في التقرير ووصفته بأنه ادعاءات لا أساس لها من الصحة، ودوافعها سياسية ومعادية، مضيفة أن مثل هذه المزاعم تقوّض الأعراف الدبلوماسية وتشعل التوترات بلا داعٍ.
الأمن السيبراني والاختراق الإيراني
نوّه الدكتور القداري إلى أن التقرير حذر من تصاعد التهديدات السيبرانية الإيرانية ضد المملكة المتحدة، مطالبًا برفع مستوى الجاهزية الإلكترونية في مواجهة الهجمات الإيرانية.
كما كشف التقرير عن استخدام المراكز الثقافية والتعليمية المدعومة من إيران كأدوات محتملة لنشر الفكر المتطرف أو التجسس، مثل “المركز الإسلامي في إنجلترا”.
طموحات نووية مقلقة
أوضح القداري أن اللجنة الاستخباراتية البريطانية حذرت من أن إيران باتت أقرب من أي وقت مضى لإنتاج سلاح نووي، خاصة منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي في 2018، ما جعل طهران أكثر جرأة في سياساتها الخارجية.
وأكد أن إيران رغم عدم امتلاكها السلاح النووي حتى أغسطس 2023، إلا أنها باتت تملك القدرة على التسلح خلال فترة قصيرة نسبيًا، ما يزيد من خطرها على الأمن الدولي والبريطاني على حد سواء.
تحولات قادمة في السياسة الأمنية
توقّع الدكتور ناصر القداري أن يؤدي توصيف إيران كـ”تهديد غير متوقع ومستمر” إلى:
- تعزيز تمويل وكالات الاستخبارات البريطانية مثل MI5 وMI6.
- إصدار تشريعات جديدة لتوسيع صلاحيات الأمن الداخلي في تعقّب النشاطات المرتبطة بطهران.
- تعميق التعاون الأمني مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تحت مظلة “الردع السيبراني”.
- فرض عقوبات جديدة ضد شخصيات وكيانات إيرانية، خصوصًا المرتبطة بـ”فيلق القدس” ووزارة الاستخبارات الإيرانية.
- توسيع دور بريطانيا في المؤسسات الدولية لمواجهة “الأنشطة العدائية الإيرانية”، وطرح الملف في مجلس الأمن.
وأكد القداري أن التعامل مع إيران لم يعد مقتصرًا على الشرق الأوسط، بل بات يشكّل تهديدًا داخليًا للأمن البريطاني، وقد تصبح طهران الضلع الثالث في مثلث التهديد الاستراتيجي الغربي بجانب موسكو وبكين.