حوارات وتصريحات

وزير التعليم يكشف انهيار نتائج الدبلومات: نجاح منخفض وأعداد رسوب صادمة في 2025

أعلن الدكتور محمد عبداللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني في بيان رسمي صادم اعتماد نتيجة امتحانات الدبلومات الفنية الدور الأول للعام الدراسي 2024-2025، مشيرًا إلى أن نسبة النجاح العامة لم تتجاوز 70.47%، ما يعكس استمرار التحديات الجسيمة التي تواجه منظومة التعليم الفني في مصر رغم الوعود المستمرة بالإصلاح والربط بسوق العمل.

الوزير أكد أن الوزارة تسعى لتطوير التعليم الفني عبر التوسع في مدارس التكنولوجيا التطبيقية وتحديث البرامج الدراسية، لكنه في الوقت نفسه أقر ضمنيًا بأن النتائج لا تزال بعيدة عن الطموحات، وأن التعليم الفني ما زال يعاني من ضعف المخرجات وغياب الجدوى العملية للكثير من التخصصات.

وأشار الوزير إلى أن الامتحانات عُقدت خلال الفترة من 22 مايو وحتى 23 يونيو 2025، وشارك فيها 849533 طالبًا وطالبة موزعين على 2648 لجنة امتحانية في مختلف المحافظات، وهو رقم ضخم يكشف حجم التحدي الوطني في تأهيل هذه الكتلة الضخمة من الطلاب، التي لم ينجُ منها سوى 595848 فقط، فيما تقررت إحالة 204761 طالبًا للدور الثاني، بنسبة بلغت 24.22%، وهي نسبة تعكس خللًا عميقًا في مستوى التحصيل والتأهيل، في حين رسب بشكل نهائي 44928 طالبًا وطالبة بنسبة 5.31%، وهو رقم مفزع بكل المقاييس.

وتضمنت النتيجة 24 شهادة فنية موزعة على التخصصات الصناعية والزراعية والتجارية والفندقية والتمريض، وشملت عدة أنظمة دراسية أبرزها نظام السنوات الثلاث والخمس، والتعليم المزدوج، ونظام الإعداد المهني، والتعليم والتدريب المدمج، إلى جانب نظام التكنولوجيا التطبيقية الذي يُروج له إعلاميًا كرافعة للإصلاح.

وأوضح الوزير محمد عبداللطيف في بيانه أن نتائج نظام الخمس سنوات بلغت فيه نسبة النجاح 89.66% من إجمالي 18938 طالبًا، بينما جاء نظام السنوات الثلاث (التعليم العام) بنسبة نجاح بلغت 63.59% من أصل 497952 طالبًا، وهي نسبة ضعيفة بمقاييس أي دولة تسعى لتحويل التعليم الفني إلى مسار إنتاجي حقيقي.

أما نظام السنوات الثلاث للتعليم المزدوج فحقق 84.67% من إجمالي 10123 طالبًا، ونظام السنوات الثلاث للتعليم المطور بلغ فيه النجاح 89.63% من أصل 249386 طالبًا.

أما النظام الذي يُفترض أنه يمثل الأمل المستقبلي، وهو التعليم في مدارس التكنولوجيا التطبيقية، فقد حقق في نظام الثلاث سنوات نسبة نجاح 80.65% من أصل 3261 طالبًا، وفي نظام الخمس سنوات 98.21% من 56 طالبًا فقط، وهو رقم هزيل ومحدود بشكل يدعو للسخرية مقارنة بحجم الحديث الإعلامي حول هذه المدارس.

ولم تكن نتائج طلاب الإعداد المهني أقل كارثية، حيث سجلت نسبة النجاح 32.51% فقط من إجمالي 54435 طالبًا، وهي النسبة الأدنى على الإطلاق في كافة الأنظمة، ما يؤكد فشل هذه المسارات في تحقيق الحد الأدنى من الكفاءة التعليمية.

وفيما يتعلق بطلاب الدمج، فقد بلغت نسبة النجاح 85.48% لنظام الثلاث سنوات بواقع 11384 طالبًا، أما طلاب الدمج في نظام الخمس سنوات فكان عددهم طالبين فقط وحققا نسبة نجاح 100%، وهو رقم أقرب إلى المهزلة الإحصائية.

وأكد الوزير أن أوائل الدبلومات الفنية بلغ عددهم 34 طالبًا وطالبة، من بينهم 25 طالبة و9 طلاب فقط، موزعين على 14 محافظة هي مطروح، البحيرة، سوهاج، الغربية، كفر الشيخ، الإسكندرية، القاهرة، القليوبية، الشرقية، الوادي الجديد، الجيزة، أسيوط، المنوفية، السويس.

هذا التوزيع الجغرافي يعكس غياب العدالة في تكافؤ الفرص، ويطرح تساؤلات حول تفاوت الإمكانات والتدريب والدعم داخل المحافظات.

في ختام بيانه، قال الدكتور محمد عبداللطيف إن الوزارة مستمرة في تنفيذ خطة تطوير التعليم الفني التي تعتمد على مناهج الجدارات بالشراكة مع القطاع الصناعي.

لكن ما تكشفه الأرقام هو أن هذه الخطة لم تُترجم بعد إلى نتائج حقيقية يمكن الاتكاء عليها، خصوصًا أن أكثر من ربع الطلاب لم يحققوا النجاح الكامل، وأن نسبة الرسوب المباشر ما زالت تمثل عبئًا على النظام بأكمله، وتُفضح من خلال الأرقام وحدها دون حاجة لأي مبالغة.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى