رضا يعقوب لـ”أخبار الغد”: إيران بعد العاصفة الإسرائيلية… أسئلة مصيرية ترسم مستقبل النظام

أكد اللواء رضا يعقوب، الخبير الاستراتيجي الدولي، في تصريحات خاصة لـ”أخبار الغد”، أن ما بعد الضربة الإسرائيلية المفاجئة لطهران في 13 يونيو/حزيران “ليس كما قبلها”، مشيرًا إلى أن إيران تجد نفسها اليوم في مواجهة أسئلة مصيرية ومراجعات داخلية عميقة، ستحدد مستقبل “الجمهورية الإسلامية” في ظل التحديات الإقليمية والدولية المتصاعدة.
الحرب أجهضت رهانات إسرائيلية
وأوضح يعقوب أن إسرائيل كانت تراهن على انهيار داخلي للنظام الإيراني من خلال صدمة عسكرية مفاجئة، تستهدف كبار القادة وتُحدث فوضى في الداخل تُمهّد لتدخل المعارضة والانقلاب على النظام.
لكن النتائج جاءت عكسية، بحسب يعقوب، حيث تعززت الجبهة الداخلية الإيرانية، ولم تحدث أي انتفاضة شعبية، بل خرجت احتجاجات ضخمة تندد بالعدوان، مما زاد من تلاحم الشعب مع القيادة، حتى بين أطياف المعارضة.
واشنطن خسرت الرهان السياسي
وأشار الخبير الاستراتيجي إلى أن الأسلوب المخادع لواشنطن، التي دعمت الضربة الإسرائيلية بينما كانت تروج لمفاوضات نووية، أوجد حالة من الغضب الشعبي عززت موقف التيار المتشدد في إيران، مما صبّ في مصلحة النظام، وعمّق الفجوة بين إيران والولايات المتحدة.
القبضة الأمنية تعود بقوة
ولفت يعقوب إلى أن الحرب الأخيرة أعادت الحرس الثوري إلى مركز القيادة، حيث قاد حملة أمنية شاملة طالت أكثر من 700 معتقل وإعدامات بحق متهمين بالتخابر مع إسرائيل، مشيرًا إلى أن النظام استثمر التصعيد لتوسيع قبضته الأمنية على البلاد وتثبيت هيمنة التيار الأصولي داخل مفاصل الدولة.
توحد داخلي نادر
وعدّ يعقوب أن أحد أهم مكاسب إيران من هذه الحرب هو توحد القوميين والدينيين حول قضية “الدفاع عن الوطن”، وهي ثنائية كانت تمثل صراعًا داخليًا لعقود.
وقال: “اليوم توحّد الجميع ضد العدوان الإسرائيلي، وهو ما لم يحدث منذ الثورة”، مستشهدًا بكلمة المرشد الأعلى خامنئي التي جمعت بين الرمزية الدينية والوطنية في آنٍ واحد.
الشرق الأوسط بعد أكتوبر 2023
وفي ختام حديثه، أشار يعقوب إلى أن المنطقة دخلت مرحلة جديدة منذ بداية الحرب على غزة، زاد فيها الضغط الإقليمي والدولي على إيران.
وبينما يرى البعض أن طهران ستغيّر سياستها، يعتقد يعقوب أن التحول سيكون في التكتيك لا في الأيديولوجيا، مشيرًا إلى أن “إيران خلقت أعداء كُثر دون تخطيط استراتيجي واضح”، وأن هناك أجنحة داخل النظام تصرّ على الإبقاء على صورة إيران كـ”فزاعة” في المنطقة، وهو ما يحول دون تحولها إلى دولة طبيعية في نظر جيرانها.
وختم بقوله: “إيران انتصرت تكتيكياً… لكنها خسرت استراتيجيًا الكثير من نفوذها، وما ينتظرها ليس فقط معارك خارجية، بل معركة داخلية حول شكل الدولة ومستقبلها”.