حوادث وقضايا

مأساة في سهل حشيش: مصرع لاعب فلاي بورد شهير خلال عرض ترفيهي

في مشهد صادم خيّم عليه الحزن والذهول، لقي أحد أشهر محترفي رياضة الفلاي بورد في مصر محمود عبدالغني مصرعه بعد سقوطه من ارتفاع شاهق أثناء تقديمه عرضًا استعراضيًا بأحد المنتجعات السياحية في منطقة سهل حشيش بالغردقة.

الحادث المفجع وقع أمام أنظار جمهور غفير كان يتابع العرض ضمن فعالية ترفيهية تقام بشكل دوري في المنتجع الساحلي.

تفاصيل الحادث وملابساته

الضحية، الذي اشتهر في أوساط الرياضات المائية بعروضه الجريئة ومهاراته العالية في التحكم بجهاز الفلاي بورد، كان يشارك في عرض ليلي ضمن فاعليات ترفيهية تجتذب السياح المحليين والأجانب على حد سواء. وبحسب روايات شهود عيان، فقد ارتفع اللاعب إلى علوٍ كبير فوق سطح الماء مستخدمًا دفع المياه القوي المميز لهذه الرياضة، قبل أن يفقد توازنه بشكل مفاجئ ويهوي من ارتفاع يُقدّر بعشرات الأمتار، ليرتطم بالمياه بقوة شديدة.

ورغم محاولة الفريق المنظم التدخل السريع وإسعافه فور سقوطه، إلا أن الإصابة كانت قاتلة، وتم إعلان وفاته بعد وقت قصير من نقله إلى أحد المستشفيات القريبة.

غياب معايير السلامة يفتح باب التساؤلات

أثار الحادث تساؤلات كثيرة حول إجراءات السلامة المتبعة في تنظيم مثل هذه العروض، خصوصًا أن رياضة الفلاي بورد تعد من الرياضات الخطرة التي تتطلب تجهيزات دقيقة وخبرة واسعة في التعامل مع الطوارئ. مراقبون أشاروا إلى أن هناك حاجة ملحّة لمراجعة بروتوكولات الأمان في الفعاليات السياحية، لا سيما تلك التي تتضمن عروضًا ذات طابع خطير.

ورغم الشعبية المتزايدة التي تشهدها رياضات المغامرة في المناطق السياحية مثل الغردقة وشرم الشيخ، فإن ضعف الرقابة على مزودي الخدمات الرياضية قد يؤدي إلى حوادث مأساوية كما حدث في هذه الحالة.

تأثير الحادث على السياحة المحلية

الحادث الذي تناقلته وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بشكل واسع، ألقى بظلاله على موسم الصيف السياحي في البحر الأحمر، خاصة أن المنطقة تعتمد بشكل كبير على الجذب الترفيهي والأنشطة الرياضية المائية. ويخشى مهتمون بقطاع السياحة أن تتأثر سمعة الوجهات السياحية المحلية بسبب حوادث مماثلة قد تشير إلى ضعف في التنظيم أو في الالتزام بالمعايير الدولية للسلامة.

من جانب آخر، طالب متخصصون بضرورة تدريب الكوادر المحلية وتطبيق إجراءات صارمة تتعلق بترخيص العروض، إلى جانب وضع حدود واضحة للمخاطر المقبولة في العروض الحية، حتى لا يتحول الترفيه إلى تهديد لحياة المشاركين والجمهور.

دعوات لتحقيق عاجل ومحاسبة المسؤولين

في أعقاب الحادث، تصاعدت المطالب بفتح تحقيق رسمي لتحديد المسؤوليات والوقوف على الأسباب التقنية والتنظيمية التي أدت إلى وقوع هذا السقوط المميت. وتشير التوقعات إلى أن التقرير الفني المنتظر قد يكون له تأثير مباشر على مستقبل تنظيم هذه الرياضات في الفعاليات السياحية مستقبلاً، إما بتقييدها أو بفرض اشتراطات صارمة.

الحادث لم يكن فقط خسارة لأحد أبرز الوجوه في عالم الرياضات المائية بمصر، بل كشف كذلك عن ثغرات خطيرة في منظومة تنظيم العروض الترفيهية الخطرة، ما يستدعي مراجعة شاملة قبل فوات الأوان.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى