أخبار العالم

الكرملين يلوح بعقوبات كبرى وأمريكا تتحرك لتعزيز دفاعات أوكرانيا الجوية

في تطور جديد يعكس التصعيد المتزايد في الملف الأوكراني، أعلن الكرملين موقفًا حادًا ردًا على تصريحات سياسية أمريكية مثيرة للجدل حول الحرب في أوكرانيا، ملوحًا بإجراءات عقابية “صارمة” ما لم يتم التوصل إلى تسوية سلمية خلال فترة زمنية لا تتجاوز الخمسين يومًا.

هذا التحذير الروسي يأتي بالتوازي مع تحركات أمريكية نشطة تهدف إلى دعم القدرات الدفاعية الجوية الأوكرانية، في خطوة تكشف عن تعمق التباينات الدولية حيال كيفية إنهاء النزاع المستمر منذ أكثر من عامين.

الرد الروسي، الذي جاء بصيغة حازمة وغير تقليدية، يشير إلى نفاد صبر موسكو من التصريحات الغربية التي تعتبرها مشجعة على استمرار الحرب، ويعكس أيضًا تغيرًا في لهجة الكرملين الذي اعتاد اعتماد لغة استراتيجية أكثر هدوءًا في تعامله مع مواقف الدول الغربية.

هذا التحول يُقرأ على نطاق واسع بوصفه رسالة ضغط سياسية موجّهة للقيادة الأمريكية في مرحلة ما قبل الانتخابات، تستهدف إرباك مواقفها الخارجية، لا سيما في ملف يتصدر الاهتمام الدولي كأوكرانيا.

وفي خضم هذه التهديدات، تتسارع جهود واشنطن لتعزيز شبكة الدفاع الجوي الأوكرانية، إذ تعمل الإدارة الأمريكية بالتعاون مع حلفائها الأوروبيين على توفير منظومات دفاعية متطورة قادرة على التصدي للهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة، التي كثفتها روسيا خلال الأشهر الماضية في عدد من المدن والمواقع الأوكرانية الحيوية.

ويُنظر إلى هذه المساعدات بوصفها عنصرًا حاسمًا في دعم صمود القوات الأوكرانية وإعادة التوازن في ميادين القتال.

الاستراتيجية الأمريكية لا تقتصر على الدعم العسكري، بل تشمل أيضًا ضغوطًا دبلوماسية مكثفة لإبقاء وحدة الصف الأوروبي تجاه الملف الأوكراني، خاصة مع تزايد الأصوات في بعض العواصم الأوروبية الداعية إلى البحث عن تسوية عاجلة، ولو على حساب بعض مطالب كييف.

في هذا السياق، تكثف واشنطن من تنسيقها مع دول شرق أوروبا لتأمين حدود الناتو وتوسيع قدرات الردع المشترك.

الخبراء يرون أن التحذير الروسي بتحديد مهلة زمنية للسلام، هو محاولة لتأطير الصراع ضمن جدول زمني يخدم حسابات موسكو، سواء على الصعيد الميداني أو السياسي، خاصة في ظل المتغيرات على الأرض، حيث لا تزال الجبهات الشرقية والجنوبية تشهد معارك كر وفر دون حسم واضح.

كما أن اقتراب موعد الانتخابات الأمريكية قد يدفع روسيا إلى استثمار الانقسام الداخلي الأمريكي للضغط على صانعي القرار هناك.

وبينما تظل فرص السلام ضئيلة في المدى المنظور، يُجمع المراقبون على أن الأشهر القليلة القادمة ستكون مفصلية، سواء باتجاه تسوية مرحلية مدعومة دوليًا، أو نحو مزيد من التصعيد الذي قد يغير طبيعة الحرب ويزيد من كلفتها الإنسانية والسياسية على الجميع.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى