مصر

تصاعد الضغط الشعبي بعد موجة حوادث مميتة.. وزير النقل يتفقد أعمال صيانة الطريق الدائري الإقليمي

شهد الطريق الدائري الإقليمي موجة من الحوادث المؤلمة التي أودت بحياة العديد من المواطنين خلال الفترة الماضية، ما دفع الحكومة لإيقاف حركة المرور بالكامل على قطاعات واسعة من الطريق.

وقدمت هذه الخطوة استجابة لتوجيهات رئاسية تهدف إلى وقف نزيف الأرواح والتحقق من جاهزية المسار التقني للسلامة.

خلفية الإغلاق: أزمة مميتة

في الثامن من يوليو الجاري، أعلنت وزارة النقل إغلاق الطريق بشكل كامل بدءًا من تقاطعه مع الطريق الصحراوي الإسكندري وحتى تقاطعه مع طريق السويس الصحراوي.

القرار أجّل حركة مرور المركبات الثقيلة والخفيفة وتم تمديده أسبوعًا لإجراء إصلاحات عاجلة، وذلك بعد تسجيل زيادة مقلقة في الحوادث التي كان آخرها تصادم مأساوي أسفر عن سقوط قرابة تسعة قتلى وعشرة جرحى في نطاق محافظة الجيزة.

الصيانة على أرض الواقع: ماذا جرى؟

تشمل أعمال الصيانة استبدال الحواجز الحجرية المنخفضة بحواجز “نيوجيرسي” المرتفعة، تركيب مطبات صناعية، دهان خطوط مرورية، وضع علامات أرضية وإرشادية، إضافة إلى نشر كاميرات مراقبة ثابتة ومتحركة.

لها دور بارز في ضبط السرعات العالية وتحديد الانحرافات المرورية داخل التحويلات. وتعد هذه الإجراءات ضمن حزمة تحسين السلامة المرورية المتكاملة.

جولة تفقدية فنية

في اليوم الأخير من الإغلاق، أجرى وزير النقل جولة للأماكن التي خضعت للصيانة، ترافقه نخبة من المسؤولين الاستراتيجيين والجهات الهندسية. وقد عبّر الوزير عن تفاؤله بتحقيق قفزة نوعية في كفاءة الطريق، مؤكّدًا أن إعادة الفتح ستستند إلى تقييم دقيق للحالة الفنية ومدى جاهزية الأعمال الأمنية والإنشائية .

قرار التمديد… إلى متى؟

على وقع الجولات التحقيقية، كشفت مصادر رسمية أن الإغلاق ربما يستمر حتى الأول من أغسطس 2025، أي لفترة إضافية تقارب أسبوعين، رغم اكتمال جزء من جداول الصيانة المقررة، مشيرين إلى أن الإجراءات تهدف لتوطيد مستوى الأمان وليس مجرد تسريع الإعادة (فيتو).

تحليل فني واستراتيجي

تحويل الرصف أغلب الملاحظات أكدت أن سطح الطريق يعاني من تقطعات على نحو سريع، خاصة مع مرور الشاحنات، ما دفع الخبراء للتوصية بتوسيع استخدام الرصف الخرساني الصلب. هذا النوع أقل تأثرًا بالضغط المروري مقارنة بالأسفلت التقليدي.

أنظمة المرور الذكية تم تركيب رادارات ثابتة ومتحركة لضبط السرعة داخل التحويلات، إضافة إلى نقاط تفتيش مفاجئة لسائقي الشاحنات والميكروباصات، ينفذها رجال المرور، بهدف تعزيز الانضباط وتطبيق القوانين المرورية الصارمة .

خطة التواصل وتوجيه الجمهور: اعتمدت وزارة النقل على نشر معلومات تفصيلية عبر شبكات الطرق البديلة لتجنب التكدس، كما تم توزيع خرائط إرشادية في القرى والمناطق المجاورة لتوجيه حركة السيارات بسلاسة.

التداعيات المجتمعية والسياسية

رغم الجهود الحكومية المكثفة، تُثار تساؤلات حول جدوى هذه الإجراءات الجزئية في ظل مستوى البنية التحتية الحالية وانتشار ظاهرة الحوادث على الطرق. يربط البعض مكافحة الحوادث بتحقيقات موسعة وتحميل مسؤولين كبار المسؤولية، لا سيما عند إسناد المشاريع الكبرى إلى جهات شبه عسكرية دون تدقيق مسبق.

ما التالي؟ السيناريوهات المطروحة

الفترة الاستيعابية إعادة فتح متدرّجة للطريق تتضمن مراقبة أداء التحويلات لمدة أسبوع إضافي، والتوسع في التغطية إذا ارتفعت معدلات الحوادث خلال وُجهات الصيانة، سيُعاد فرض التقييد الجزئي أو الكامل على خطوط محددة.

برنامج أكثر شمولية دراسة تمديد أعمال الصيانة ليشمل كامل الطريق بطول يقدّر بأربعمئة كيلومتر، مع تركيز خاص على استخدام الرصف الخرساني والتحكم الإلكتروني بالسرعات.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى