توقيع بروتوكول مصري لبناني لتعزيز استيراد الأبقار الحية وتصدير اللحوم إلى بيروت

في خطوة تمثل تجسيداً جديداً لتعزيز التعاون الزراعي بين القاهرة وبيروت، أعلنت الهيئة العامة للخدمات البيطرية التابعة لوزارة الزراعة المصرية توقيع بروتوكول تعاون مع نظيرتها اللبنانية لاستقدام الأبقار الحية المعدة للذبح.
ويسعى الاتفاق إلى تلبية الطلب اللبناني الداخلي على اللحوم، عبر آلية استيراد الأبقار حية، ذبحها داخل مصر، ثم تصدير لحومها إلى الأسواق اللبنانية.
خلفيات وأهداف البروتوكول
تعاني لبنان من تحديات متكررة في سلاسل الإمداد الغذائي، خاصة ما يتعلق باللحوم الحمراء بسبب نقص القدرة المحلية وتذبذب الأسعار.
وقد بادرت القاهرة بدورها، استناداً إلى قدراتها التصنيعية والرقابية، لتقديم حل متكامل عبر البروتوكول الجديد الذي يقصر سلسلة التوريد على بلدين فقط، وبما يدعم الأمن الغذائي اللبناني ويتيح إنتاج اللحوم بمعايير مراقبة دقيقة تحت إشراف الهيئة المصرية.
وتعتمد الاتفاقية على تنفيذ إجراءات صارمة تتعلق بالأمن الحيوي، تشمل الحجر البيطري والتأكد من خلو الأبقار من أمراض مثل الحمى القلاعية والجمرة الخبيثة قبل شحنها بمراحل تبدأ بالحجر في بلد المنشأ، ليلي ذلك حجر داخلي في مصر يمتد لنحو 30 يوماً .
كما تتضمن اشتراطات لحصول الأبقار على لقاحات معتمدة وفق معايير الهيئة، ما يضمن سلامة اللحوم المنتجة .
آلية التنفيذ والإجراءات الفنية
وفق البروتوكول، يتم استيراد الأبقار حية إلى موانئ مصرية، تُنقل بعدها إلى محاجر بيطرية حكومية مرخصة.
داخل هذه المنشآت، تخضع الأبقار لفحوص على نطاق واسع تشمل مواد دوائية، متبقيات غذائية، وكفاءة صحية عامة في مختبرات مرجعية، مثل مختبرات سلامة الغذاء والعلف التابعة لوزارة الزراعة .
عقب فترة الحجر، تُنقل الأبقار إلى مسلخ معتمد وفق معايير HACCP، حيث تتم عمليات الذبح والتبريد والتغليف تحت رقابة مستمرة لضمان جودة اللحوم، وتعبئتها ومن ثم تصديرها إلى لبنان ضمن حاويات مبردة عند 0–2 درجة مئوية.
الفوائد الاقتصادية والخبرات المشتركة
يراهن هذا التعاون على زيادة صادرات اللحوم المصرية إلى لبنان، مما يساهم بتدفق عملات صعبة، ويدعم القطاع الزراعي واللحوم في مصر.
كما يتيح فرص تدريب وتبادل فني على شتى المستويات بين الجهات الفنية في البلدين، تشمل الإدارة البيطرية، الحجر الصحي، وسبل التحليل والتشغیل. وتعزز هذه الخطوة التكامل الإقليمي في ملف الغذاء، وترسيخ أطر التعاون التجاري حول السلع الاستراتيجية.
تحديات ومتابعة مستقبلية
ورغم الفوائد المتوقعة، تبقى هناك تحديات أمام تنفيذ البروتوكول مثل تقلبات أسعار العلف العالمي، وتكاليف النقل البري والبحري.
وستعتمد فعالية التعاون على التزام الطرفين بالتطبيق الصارم للإجراءات الصحية، والإشراف الفني المستمر.
كما يُنتظر أن يفتح هذا المشروع الباب أمام مبادرات مماثلة لتصدير منتجات زراعية أخرى إلى أسواق إقليمية.