ليبرمان يطالب وزير الدفاع بالتحرك الفوري لوقف الاعتداءات على الدروز في سوريا

في خطوة سياسية نادرة التوقيت والجسارة، دعا رئيس حزب إسرائيلي، إلى تدخل عاجل من قبل وزير الدفاع لوقف موجة عنف تتعرض لها الأقلية الدرزية في سوريا، محذرًا من تصاعد الهجمات التي تهدد الأرواح والاستقرار الإقليمي.
هذا النداء يأتي وسط تصاعد التوتر في جنوب سوريا، وتحديدًا في مناطق تُعتبر محورًا للصراع بين قوات النظام ومسلحين إسلاميين، حسب مصادر صحفية ذات مصداقية .
خلفية المشهد: موقع الاستهداف وتداعياته
منذ عدة أسابيع، شهدت مناطق درزية قرب العاصمة دمشق، وعلى رأسها جبل الحرمون ريف دمشق ومدينة جرامانا، تصاعدًا ملحوظًا في العنف الطائفي.
توثق تقارير رسمية محلية، صادرة في مطلع مايو 2025، وقوع “مذبحة” بحق المدنيين والدروز، بتصاعد وتيرة الاعتداءات ضد سكان هذه المناطق، ما أدى إلى نزوح جماعي وتهديد مباشر للأمن الطائفي المحلي .
وفقًا لمصادر من “المجلس العسكري في السويداء”، فإن العنف شمل عمليات “تطهير عرقي”، بما في ذلك الإخلاء القسري والاغتيالات خارج إطار القانون، وذلك من قبل جماعات مسلحة متشددة منتشرة في المناطق الجنوبية .
نداء عاجل من رئيس حزب إسرائيل “بيتنا”
وجّه رئيس حزب إسرائيل “بيتنا” مناشدة مباشرة إلى وزير الدفاع، محملاً الحكومة مسؤولية “وقف المجازر فورًا”، مؤكدًا أن الاحتجاز العسكري والجوي من قبَل القوات الإسرائيلية غير كافٍ في ظل اتساع الخروقات، داعيًا إلى خطوات فعلية تُفضي إلى حماية الأقلية الدرزية .
وأشار في تصريحاته إلى أن “الهجمات ضد الدروز في سوريا لا يمكن أن تبقى دون رد”، داعيًا وزير الدفاع إلى إطلاق تحرك استراتيجي مستعجل، عبر استخدام الوسائل العسكرية أو السياسية، في مسعى لاحتواء الأزمة وحماية المدنيين.
تحالف درزي – إسرائيلي: مضامين التحالف ومطالباته
تأتي هذه الدعوة بعدما شهدت إسرائيل احتجاجات شعبية من جانب المواطنين الدروز، تضمنت مظاهرات مؤيدة للتدخل لإنقاذ القبائل الدرزية في سوريا، معرفين بأن الانحياز إليهم لا يقتصر على البعد الوطني فقط، بل هو قاعدة تستند إليها علاقة “التحالف العائلي” بين الدروز في البلدين .
يدعو ناشطون وممثلو الأقلية الدرزية في إسرائيل الدولة إلى توفير ما أسموه “حصانة وإنقاذ” للأقارب السوريين. هذا التوجه، وفقًا لبعض الجهات المحلية، لا يعبر عن رغبة حقيقية بالتدخل المباشر في النزاع السوري، بقدر ما عبّر عن “واجب أخلاقي وسياسي” تجاه الأقلية.
تحرك إسرائيلي محدود: ما هي الخيارات المتاحة؟
رغم التصريحات المتتالية عن دعم درزي عابر للحدود، فإن إسرائيل نسقت عدة عمليات جوية وتحذيرية تجاه مواقع في ريف دمشق وسواحي القنيطرة بهدف “ردع الاعتداءات”، وتم في أواخر أبريل 2025 شن ضربات طائرات بدون طيار استهدفت مسلّحين يُعتقد أنهم يتحضرون للهجوم، تلا ذلك توجيه قنابل قرب القصر الجمهوري بدمشق، كمحاولة لمنع تصاعد الأعمال العسكرية تجاه الدروز .
كما جرى، في مارس 2025، استقبال دفعة أدعية درزية سورية من منطقة حيدر السورية بهدف التعبير عن التضامن بعد أكثر من خمسين عامًا من الإغلاق الحدودي، وهو ما أسسته إسرائيل كخطوة رمزية توثّق الروابط، وفتحت الباب أمام زيارات لاحقة .
تقييم الخبراء: بين الموازنة الاستراتيجية والحدود الأخلاقية
يرى المحللون أن إسرائيل تواجه معضلة إستراتيجية؛ فهي قادرة على اتخاذ خطوات محدودة — جوية أو دعم لوجستي بشري — دون الدخول في حرب برية أو تكلف باهظة.
في المقابل، فإن تأزّم الوضع قد يدفع الحكومة نحو خيارات أكثر وضوحًا، مثل دعم “خطوط إمداد آمنة” أو توسعة العمليات النوعية.
يركز التقرير على ثلاث زوايا رئيسية ألا وهم الزاوية الإنسانية حماية الأقلية الدرزية باعتبارها امتدادًا لعلاقة تاريخية وعائلية بين البلدين
والزاوية الأمنية منع مسلحين متطرفين من السيطرة على مناطق حدودية هامة، والزاوية السياسية الداخلية تمسك حزب “بيتنا” بسمعته، واستغلال القضية لترسيخ دوره كحامي الأقليات.
إنعكاسات على السياسة الإسرائيلية والمنطقة
تظل احتمالات التدخل المباشر محدودة نظرًا لتجارب الماضي، وعلى رأسها “متاهة لبنان”، التي لا تزال تفرض قلق سياسي على القيادات العسكرية. وفي المقابل، تعارض محور الإرهاب الديني الذي ظهر في درعا والسويداء، ما لدوافع قد تدفع إلى “ضرب مباشر لمنع الهجوم” دون إعلان حرب رسمية.