منوعات

16% من المصريين يعتقدوا أن الولادة أصعب لدى المرأة المختتنة في عام 2024

أظهرت دراسة حديثة أجريت خلال العام الحالي 2024 أن نحو 16% فقط من المصريين يرون أن عملية الولادة تكون أكثر صعوبة لدى النساء اللاتي خضعن للختان، في حين أن 36% أعربوا عن رأيهم بعدم وجود فرق في الصعوبة بين النساء المختونات وغير المختونات.

اللافت أن ما يقرب من نصف المشاركين في الاستطلاع، بنسبة 48%، لم يتمكنوا من تحديد موقف واضح من هذه المسألة، مما يعكس غياب الوعي أو الالتباس حول تأثير ختان الإناث على الولادة.

هذه النتائج تسلط الضوء على انقسام واضح في الرأي المجتمعي تجاه مسألة شديدة الحساسية ترتبط بصحة المرأة وسلامتها خلال الولادة. ختان الإناث، الذي يُعتبر إجراءً تقليديًا يمارس في عدة مناطق داخل مصر وخارجها، يحمل تبعات صحية ونفسية متعددة، منها مضاعفات الولادة التي قد تتراوح بين متوسطة وخطيرة. ومع ذلك، فإن التوزيع غير المتكافئ للآراء يشير إلى نقص في المعلومات الدقيقة والموثوقة المتداولة بين السكان، وهو ما قد يعوق جهود التوعية والحد من هذه الممارسة.

من الناحية الطبية، تؤكد الدراسات العالمية أن الختان يمكن أن يزيد من مخاطر الولادة، مثل تمزقات الأنسجة، النزيف الشديد، وتأخر في خروج الطفل، وهو ما يتطلب تدخلاً طبياً أكثر تعقيدًا، ويؤثر على صحة الأم والطفل على حد سواء. مع ذلك، فإن قلة الوعي بين الجمهور، كما يظهر في نسب الذين لم يستطيعوا تحديد رأيهم، تعكس فجوة كبيرة في حملات التثقيف الصحي التي من المفترض أن تكون جزءًا من السياسات الوطنية لتقليل أضرار هذه الممارسات.

التحليل الاجتماعي لهذا التوزيع يشير إلى أن الجوانب الثقافية والدينية تلعب دورًا في تشكيل وجهات النظر، حيث ما تزال بعض المجتمعات تبرر الختان كجزء من التقاليد والعادات، بينما يحاول قطاع الصحة والمجتمع المدني التصدي لهذه الظاهرة عبر برامج توعية مستمرة. إذن، لا يمكن فصل تقييم الجمهور لمخاطر الولادة لدى النساء المختونات عن الخلفية الاجتماعية التي يعيشون فيها، والتي غالبًا ما تفتقر إلى المعلومات الطبية الدقيقة.

في ضوء هذه المعطيات، تبرز أهمية تعزيز الحوار المجتمعي بين الأطراف المختلفة من أجل زيادة الوعي بمخاطر ختان الإناث وتأثيره المباشر على صحة المرأة أثناء الولادة. كما أن دعم السياسات الحكومية والإجراءات الصحية التي تحظر الممارسة أو تقلل منها يعد خطوة أساسية في حماية حقوق المرأة والحفاظ على صحتها.

تدعو هذه الدراسة إلى مراجعة شاملة لآليات التوعية، بحيث تستهدف الفئات غير المحددة الموقف وتوفر لهم معلومات موثوقة وعلمية، تمكّنهم من فهم العلاقة بين الختان ومضاعفات الولادة بشكل أفضل. ولا شك أن هذه الخطوة ستساعد في بناء مجتمع أكثر وعياً يُمكنه اتخاذ قرارات صحية واعية تدعم حقوق المرأة وتقلل من المعاناة خلال الولادة.

وتبقى قضية ختان الإناث وتداعياتها الصحية من أكثر القضايا التي تحتاج إلى تكاتف جهات متعددة—طبية، تعليمية، ثقافية، وقانونية—لضمان تحقيق تغيير حقيقي ومستدام في حياة النساء والمجتمع ككل.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى