الهيئة العامة للأرصاد توضح أسباب أمطار يوليو النادرة

أصدرت الهيئة العامة للأرصاد الجوية اليوم بيانًا تشرح فيه سبب هطول أمطار نادرة خلال يوليو، نافية وجود أي تغيرات غير طبيعية في البحر الأبيض المتوسط كما تُثار أحيانًا على وسائل التواصل الاجتماعي
في ظاهرة غير معتادة خلال أشهر الصيف الحارة شهدت عدة مناطق في مصر هطول أمطار متوسطة إلى غزيرة خلال يوليو الجاري ما أثار تساؤلات واسعة لدى المواطنين وفتح الباب أمام تفسيرات متباينة على مواقع التواصل الاجتماعي
بينما أوضحت الهيئة العامة للأرصاد الجوية الأسباب العلمية لهذه التغيرات مؤكدة أن ما يحدث لا يخرج عن الإطار المتوقع للتقلبات المناخية التي يشهدها العالم
وتشير المتابعة اليومية لحالة الطقس إلى أن مناطق عدة في شمال البلاد والدلتا ومدن القناة وأجزاء من القاهرة الكبرى قد تأثرت بموجة من الأمطار الصيفية المتفرقة ترافقت أحيانًا مع رياح هابطة قوية وعواصف رعدية في بعض المواقع وهو أمر يُعد نادر الحدوث في هذا التوقيت من العام خاصة أن شهر يوليو يُصنف تقليديًا ضمن الفترات الأكثر استقرارًا مناخيًا في البلاد
ويرجع الخبراء هذه الظاهرة إلى تأثير نظام ضغط جوي منخفض غير معتاد ظهر في هذا التوقيت من الصيف بالتزامن مع منخفضات سطحية نشطة وامتداد لحوض علوي بارد ما ساهم في رفع نسب الرطوبة السطحية وتوليد سحب ركامية كثيفة في طبقات الجو العليا كانت كافية لتوليد زخات مطرية مفاجئة ومركزة
ومن وجهة نظر المتخصصين فإن هذه الظواهر لم تعد نادرة كما كانت في السابق فمع تسارع وتيرة التغير المناخي العالمي أصبحت فصول السنة أقل استقرارًا من حيث الأنماط الجوية إذ لم تعد الأمطار الصيفية أو ارتفاع درجات الحرارة المفاجئ أو التقلبات الحادة في الرياح أحداثًا استثنائية بل باتت ضمن السيناريوهات المتوقعة بشكل متزايد
وفي مواجهة الشائعات المنتشرة عبر المنصات الرقمية بشأن وجود اضطرابات غير مألوفة في مناخ البحر المتوسط نفت مصادر مسؤولة صحة هذه الادعاءات مؤكدة أن ما حدث من ارتفاع نسبي في ارتفاع الموج أو نشاط الرياح فوق السواحل الشمالية لا يُعد مؤشرًا على وجود تغيرات جوية غير طبيعية بل يدخل ضمن النطاق المعتاد لحركة الرياح الموسمية التي تتكرر في مثل هذا الوقت من السنة
وتأتي هذه التوضيحات في وقت يزداد فيه اعتماد المواطنين على المنصات الرسمية للطقس لمتابعة التغيرات اليومية في الأحوال الجوية خاصة في ظل توجه العديد من الأسر لقضاء إجازاتهم الصيفية في المدن الساحلية مما يتطلب درجة عالية من اليقظة ومتابعة مستمرة لتقارير الطقس الرسمية لتجنب أي مفاجآت
ومن المتوقع أن تستمر هذه الأنماط المتقلبة خلال الفترة المقبلة وإن كانت التوقعات لا تشير إلى تكرار حالات مطرية واسعة في المدى القصير إلا أن الخبراء لا يستبعدون تكرار هذه الظواهر مستقبلًا مع استمرار الضغوط المناخية التي تعيد تشكيل خريطة الطقس في مصر والمنطقة ككل
ويُوصى المواطنون بمتابعة النشرات الجوية الرسمية أولًا بأول والالتزام بالإرشادات الصادرة عن الهيئة المعنية خصوصًا في حالات التنقل أو السفر إلى المناطق الساحلية أو الصحراوية لضمان السلامة العامة وتفادي المخاطر الناتجة عن تغيرات الطقس المفاجئة