رياضة

رحيل المدرب ميمي عبد الرازق يترك فراغًا كبيرًا في الكرة المصرية

في خسارة جديدة للكرة المصرية، غيّب الموت أحد أبرز الوجوه الفنية في الملاعب، المدرب القدير ميمي عبد الرازق، عن عمر ناهز 65 عامًا، بعد مسيرة طويلة من العطاء في ملاعب التدريب ومراكز التخطيط الفني، كان خلالها أحد أعمدة تطوير الكرة المصرية، خصوصًا في الأندية الشعبية ذات التاريخ العريق، وعلى رأسها النادي المصري البورسعيدي.

الفقيد كان معروفًا بشخصيته الصلبة وحضوره القوي في المستطيل الأخضر، حيث تولّى القيادة الفنية للعديد من الفرق المصرية، إلا أن أبرز محطاته كانت في النادي المصري، الذي ارتبط اسمه باسمه كثيرًا.

فقد قاد الفريق في عدة فترات، وتمكّن خلال إحداها من الوصول إلى نهائي كأس مصر، وهو إنجاز ظل محفورًا في ذاكرة الجماهير البورسعيدية، خاصة في ظل الإمكانات المحدودة التي كانت متاحة آنذاك. تميز بأسلوب تدريبي صارم، وبروح قتالية كان ينقلها إلى لاعبيه، مما جعله محل احترام وتقدير من زملائه ومنافسيه على حد سواء.

لم تقتصر إسهامات الراحل على العمل الفني داخل المستطيل الأخضر، بل امتدت إلى الجانب الإداري، حيث شغل لاحقًا منصب رئيس لجنة التخطيط الفني، في إحدى الهيئات الرياضية، مساهماً في تطوير السياسات الفنية وخطط اكتشاف المواهب، ومُكرّسًا وقته وخبرته لإعادة بناء المنظومة الكروية من الداخل. عُرف عنه حرصه على النزاهة والوضوح في القرارات، ورفضه لمجاملات الوسط الرياضي، مما جعله نموذجًا نادرًا في بيئة تسيطر عليها الضغوط المختلفة.

برحيله، تفقد الكرة المصرية مدربًا كانت له رؤية فنية واضحة، وأسلوب تدريبي اعتمد على البناء من الأساس والتركيز على العناصر الشابة، وهو ما انعكس على أداء الفرق التي قادها. وتأتي وفاته في وقت كانت الساحة الرياضية أحوج ما تكون إلى قامات فنية تمتلك مثل هذا التوازن بين المعرفة الأكاديمية والخبرة العملية.

المتابعة من مقر إقامته أفادت بأن الوفاة كانت طبيعية، بعد معاناة صحية لم يُعلن عنها رسميًا. وعلى الرغم من ابتعاده في الفترة الأخيرة عن الأضواء، إلا أن خبر رحيله أعاد إلى الواجهة الحديث عن إسهاماته، وسط نعي واسع من شخصيات رياضية ومشجعين عبّروا عن امتنانهم لما قدّمه.

ومع غيابه، يتجدّد الحديث عن ضرورة توثيق وتقدير رموز التدريب المحلي، الذين غالبًا ما يُطوى ذكرهم في صمت، رغم دورهم المحوري في تشكيل الأجيال وبناء القاعدة الكروية. لقد كان عبد الرازق من أولئك الرجال الذين أعطوا دون ضجيج، وتركوا أثرًا لن يُمحى بسهولة من ذاكرة كرة القدم المصرية.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى