مصر

قصف إسرائيلي يستهدف وسط دمشق وتصعيد ميداني على جبهة الجولان المحتلة

في تطور جديد يعكس ارتفاع مستوى التوتر في المنطقة نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي غارات جوية استهدفت مواقع حساسة في قلب العاصمة السورية دمشق حيث أعلنت وزارة الصحة السورية عن إصابة تسعة مدنيين على الأقل في حصيلة أولية للهجوم الذي طال أحد الأبنية التابعة لهيئة الأركان وسط العاصمة ما أدى إلى أضرار مادية كبيرة وحالة من الذعر في صفوف السكان

وبينما ما تزال عمليات الإنقاذ جارية في المنطقة المستهدفة صدرت تصريحات من داخل كيان الاحتلال تؤكد أن العملية العسكرية كانت موجهة بدقة نحو ما وصفته بمراكز تنسيق عسكرية ذات صلة بمحور المقاومة ما يشير إلى تحول نوعي في بنك الأهداف الإسرائيلية نحو رمزية مواقع القيادة والسيطرة في قلب العاصمة السورية في رسالة واضحة مفادها أن الخطوط الحمراء الجغرافية لم تعد قائمة

في سياق موازٍ نقلت وسائل إعلام عبرية أن رئيس أركان جيش الاحتلال أصدر تعليمات عاجلة بإعادة نشر قوات من داخل قطاع غزة إلى منطقة الجولان السوري المحتل وهو ما يُقرأ عسكريًا على أنه استعداد لسيناريوهات تصعيدية محتملة على أكثر من جبهة خصوصًا في ظل تعقيد المشهد الإقليمي والتقارب الميداني بين فصائل المقاومة في لبنان وسوريا وغزة

وتأتي هذه التحركات الإسرائيلية في توقيت بالغ الحساسية خاصة بعد سلسلة من الغارات الجوية التي نفذها الطيران الإسرائيلي خلال الأسابيع الأخيرة ضد مواقع مختلفة في العمق السوري مما يعكس استراتيجية عسكرية قائمة على سياسة الضربات الاستباقية وإضعاف البنية التحتية العسكرية الحليفة لإيران على الأراضي السورية

اللافت في هذه الجولة الجديدة من التصعيد ليس فقط نوعية الهدف بل أيضا التباهي العلني من قبل مسؤولين إسرائيليين عبر المنصات الرقمية بما وصفوه بردود الفعل المذعورة من جانب الإعلام السوري وهو ما يشير إلى اعتماد الجانب الإسرائيلي على الحرب النفسية كجزء من أدوات المعركة في محاولة لتقويض الروح المعنوية لخصومه وإظهار تفوقه الاستخباراتي والعملياتي

محللون يرون أن تكرار استهداف مواقع مركزية داخل العاصمة السورية يحمل رسائل مزدوجة فهو من جهة يؤكد فشل منظومات الدفاع الجوي السورية في التصدي الفعال لهذه الضربات ومن جهة أخرى يُظهر رغبة إسرائيلية في خلط الأوراق الأمنية في الساحة السورية بهدف الضغط على حلفاء دمشق وخصوصا طهران التي كثفت من دعمها العسكري في الشهور الماضية

من ناحية أخرى فإن نقل القوات الإسرائيلية إلى الجبهة الشمالية قد يكون مؤشرا على احتمال توسيع نطاق العمليات العسكرية أو الردود المتوقعة من الجانب السوري أو حلفائه وهو ما يثير مخاوف من اندلاع مواجهة مفتوحة في المنطقة قد تمتد تداعياتها إلى ما هو أبعد من الحدود السورية الإسرائيلية

ومع غياب أي رد رسمي مباشر من دمشق حول طبيعة المواقع المستهدفة أو الرد المحتمل تظل الأجواء مفتوحة على كافة السيناريوهات في ظل صمت إقليمي وترقب دولي لما ستؤول إليه التطورات في الأيام القادمة

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى