مجازر في السويداء بعد انسحاب الجيش السوري وفق اتفاق مع مشايخ الطائفة الدرزية

أفادت وكالة الأنباء السورية “سانا” بأن ما وصفتها بـ “المجموعات الخارجة عن القانون” ارتكبت مجازر بحق مدنيين وأبناء عشائر في أحياء بمدينة السويداء وريفها جنوبي سوريا، بعد ساعات من انسحاب قوات الجيش والأمن السوريين، بناءً على اتفاق مع مشايخ الطائفة الدرزية.
ووفقًا للوكالة، فقد شهد حي المقوس شرقي المدينة، الذي يقطنه العديد من المواطنين من الطائفة الدرزية، هجومًا من هذه المجموعات، مما أسفر عن مقتل وإصابة أعداد كبيرة من المدنيين، بينهم نساء وأطفال.
كما نقلت الوكالة عن مصادر محلية أن تلك المجموعات قامت بتنفيذ تصفيات ميدانية، وارتكبت انتهاكات ضد أبناء المنطقة من العشائر والبدو.
فيما تم تدمير وحرق منازل وأحياء في المدينة وقرى ريف السويداء الغربي، التي تعود إلى عشائر البدو، ما أسفر عن حركة نزوح وتهجير قسري من قبل تلك العشائر في ظل تهديدات مستمرة من قبل المجموعات المسلحة.
وكانت الاضطرابات قد بدأت قبل أيام بين مجموعات مسلحة درزية وأخرى من العشائر العربية البدوية، ما دفع الجيش السوري والأمن للتدخل، مما أسفر عن اشتباكات عنيفة. كما تعرضت هذه القوات لضربات جوية إسرائيلية مكثفة.
في وقت لاحق، أكدت مصادر محلية أن قوات الجيش السوري وقوى الأمن الداخلي انسحبت من جميع المناطق التي دخلتها مؤخرًا في السويداء بناءً على اتفاق تم مع مشايخ عقل الطائفة الدرزية.
ووفقًا للاتفاق، تم تكليف فصائل محلية درزية بمسؤولية حفظ الأمن في المحافظة.
كما تم نشر حواجز الأمن الداخلي والشرطة التابعة للدولة بالتعاون مع الشرطة المحلية لتعزيز الأمن وحماية المواطنين.
وفي خطاب فجر اليوم، قال الرئيس السوري أحمد الشرع إن هذا الاتفاق جاء بهدف تجنب سوريا اندلاع حرب جديدة، وأوضح أن الاتفاق يشمل وقفًا فوريًا لجميع العمليات العسكرية.
من جانبه، أكد حكمت الهجري، أحد شيوخ عقل الطائفة الدرزية، التزامهم بروح التسامح رغم الاعتداءات التي تعرض لها أبناء الطائفة في السويداء.
ورفض الهجري أي محاولات لتحميل طائفة أو منطقة معينة مسؤولية أعمال التخريب والتحريض، مشددًا على أن من يرتكب هذه الأفعال لا يمثل إلا نفسه.
كما طالب الهجري بفتح طريق نحو مناطق سيطرة قوات “قسد” شمال شرق سوريا، وناشد ملك الأردن عبد الله الثاني بفتح معبر حدودي بين السويداء والمملكة، مؤكدًا أن هذه الخطوة ستكون ذات أهمية إنسانية في هذه اللحظات الصعبة.
في المقابل، أكد عدد من شيوخ الطائفة الدرزية في سوريا دعمهم الكامل للدولة السورية ورفضهم أي دعوات للتدخل الأجنبي في شؤون سوريا الداخلية.