مكتب الإعلام الحكومي في غزة يتهم الاتحاد الأوروبي بالتواطؤ في جريمة الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين

اتهم المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، الجمعة، الاتحاد الأوروبي بالتواطؤ في جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023.
جاء ذلك في بيان تعقيبًا على نتائج اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي يوم الثلاثاء، والتي انتقدها ممثل الاتحاد الأوروبي السابق للشؤون الخارجية والأمنية جوزيب بوريل في تصريحات الأربعاء، حيث قال: “قررت أوروبا عدم معاقبة إسرائيل على جرائم الحرب المستمرة والسماح باستمرار الإبادة الجماعية في غزة دون هوادة”.
وأشار المكتب الحكومي إلى “صدمته وغضبه الشديد” من الموقف الأوروبي الرسمي، معتبرًا أن هذه التصريحات كرست “العجز الأخلاقي والسياسي للاتحاد الأوروبي” تجاه الإبادة الجماعية في غزة.
كما اعتبر المكتب أن تصريحات بوريل كانت “شهادة دامغة من داخل المؤسسة الأوروبية على حجم التواطؤ الغربي المعيب”.
وانتقد المكتب عدم تفعيل الاتحاد الأوروبي آلية “المحاسبة” ضد إسرائيل، رغم الانتهاكات الواضحة لحقوق الإنسان من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، وتساءل عن موقف الاتحاد الأوروبي الذي “يشاهد 2.4 مليون فلسطيني يتعرضون للذبح والجوع والتهجير بلا رحمة”.
كما وصف المكتب الأوروبي بـ”الخيانة” عدم اتخاذ أي إجراء عقابي ضد إسرائيل، معتبرًا أن غياب الإجراءات هو بمثابة “ضوء أخضر لاستمرار المجازر ضد المدنيين بموافقة أوروبية صريحة”.
وحمل المكتب الاتحاد الأوروبي المسؤولية “السياسية والأخلاقية” الكاملة عن الجريمة المستمرة، داعيًا إلى “وقف سياسة النفاق والتواطؤ والازدواجية”، واتخاذ خطوات فورية لتعليق اتفاقية الشراكة مع إسرائيل ومحاسبتها على جرائمها.
في المقابل، صرحت كايا كالاس، ممثلة الاتحاد العليا للشؤون الخارجية والأمنية، بعد الاجتماع الأوروبي، بأن الاتحاد “سيراقب عن كثب” مدى التزام إسرائيل بتحسين الوضع الإنساني في غزة، وأكدت أن هناك “إجراءات محتملة ضد إسرائيل” يمكن أن تُناقش في المستقبل.
وأضافت أن “الهدف ليس معاقبة إسرائيل، بل تحسين الوضع في غزة بشكل حقيقي”.
تجدر الإشارة إلى أن الاتحاد الأوروبي بدأ مراجعة اتفاقية الشراكة مع إسرائيل في 20 مايو 2023، على ضوء الامتثال لحقوق الإنسان والقانون الدولي، ولكن تعليق الاتفاقية بالكامل “غير مرجح” بسبب الحاجة إلى إجماع الدول الأعضاء.
ومنذ 7 أكتوبر 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة، أسفرت عن مقتل أكثر من 198 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 10 آلاف مفقود، فضلاً عن مئات الآلاف من النازحين ومعاناة إنسانية متفاقمة.