العالم العربي

الفصائل تدعو العملاء في الضفة للتوبة والعودة إلى حضن الشعب

وجهت الفصائل الفلسطينية دعوة واضحة ومباشرة إلى كل من تورطوا في التعاون مع الاحتلال داخل مدن وقرى الضفة الغربية تحثهم فيها على التوبة الفورية والعودة إلى حضن شعبهم قبل أن يفوت الأوان وتضيع فرص النجاة من تبعات الاستمرار في هذا المسار الخطير الذي تعتبره المقاومة خيانة وطنية تمس صميم النسيج الفلسطيني وتعرض أمن المجتمع للخطر

هذه الدعوة جاءت في ظل تصاعد عمليات الاحتلال بالضفة وتكثيف مداهماته للمناطق التي تشهد نشاطا مقاوما حيث ترافق ذلك مع عمليات اغتيال واعتقال واقتحامات واسعة تؤكد بحسب مصادر ميدانية وجود تعاون ميداني من قبل بعض الأفراد المرتبطين بأجهزة الاحتلال الأمنية وهو ما دفع الفصائل إلى إعادة فتح ملف العملاء وتحذير المتورطين من استمرار العمل لصالح الاحتلال

وأكدت الفصائل أن باب التوبة لا يزال مفتوحا أمام كل من قرر الانفكاك عن علاقته بالاحتلال والعودة إلى مجتمعه قبل أن يصل إلى نقطة اللاعودة حيث لن يكون هنالك مجال للندم أو التراجع مشيرة إلى أن الشعب الفلسطيني عرف دائما بقدرته على التسامح واستيعاب من يندمون على أخطائهم ويتراجعون عنها بصدق ونية حقيقية للإصلاح

وأوضحت مصادر داخل الفصائل أن هذا التحرك لا يأتي من فراغ بل هو جزء من استراتيجية شاملة لحماية الجبهة الداخلية وضمان عدم اختراقها أمنيا في ظل اشتداد الهجمة الإسرائيلية على مناطق الضفة وخصوصا المدن والمخيمات التي تحتضن مجموعات مقاومة ناشطة تتعرض لمحاولات تصفية ميدانية بشكل شبه يومي

وتعتبر الفصائل أن استمرار وجود عملاء يشكل ثغرة أمنية لا يمكن تجاهلها خاصة في هذه المرحلة التي تعتمد فيها المقاومة على العمل السري والمبادرة الميدانية في مواجهة الاحتلال وهو ما يجعل أي تسريب للمعلومات أو تحركات المقاومين عاملا حاسما في نجاح أو فشل العمليات

وتشير تقارير ميدانية إلى أن بعض من تورطوا في التعاون مع الاحتلال أبدوا رغبة حقيقية في العودة إلى صفوف الشعب وقد تم التعامل معهم وفق الآليات المتبعة التي تشمل التوبة العلنية والتعهد بعدم العودة إلى العمل الأمني ضد أبناء جلدتهم وهو ما دفع الفصائل إلى تجديد الدعوة للجميع دون استثناء للاستفادة من هذه الفرصة قبل فوات الأوان

ويؤكد مراقبون أن هذا التحرك يعكس حرص الفصائل على استباق أي تفجير داخلي قد يحدث نتيجة استمرار ظاهرة العملاء التي تمثل خنجرا في خاصرة المقاومة وتجعل من كل تحرك ميداني هدفا محتملا للإفشال من خلال المعلومة الأمنية الدقيقة التي تصل للاحتلال عبر أدواته البشرية المنتشرة في الميدان

من هنا فإن الرسالة التي حملتها الفصائل في بيانها الأخير لا تقتصر على تحذير مباشر بل تنطوي على عرض فرصة أخيرة لإنقاذ النفس قبل أن تتحول القصة من إصلاح فردي إلى محاسبة شعبية جماعية تكون فيها الخيارات أكثر قسوة والنتائج أكثر حدة

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى