حزب الجبهة الوطنية يسعى لجذب الشباب عبر المحتوى الرقمي في انتخابات الشيوخ

في إطار التحضير للانتخابات المقبلة لمجلس الشيوخ يشهد المشهد السياسي تحولات لافتة في أساليب الدعاية الانتخابية إذ يتجه حزب الجبهة الوطنية إلى اعتماد نهج جديد في التواصل مع الناخبين الشباب من خلال الاعتماد المكثف على الوسائل الرقمية وتحديدا منصات التواصل الاجتماعي التي باتت تشكل فضاءً رئيسيًا لتشكيل الرأي العام وتوجيه الناخبين
حزب الجبهة الوطنية أحد الأحزاب السياسية المعنية بالاستحقاق الانتخابي يضع في صدارة أولوياته بناء استراتيجية إعلامية تواكب تطلعات الجيل الجديد من المواطنين وخاصة الفئات العمرية ما بين 18 و35 عامًا حيث يخطط لإطلاق حملات ترويجية تفاعلية ترتكز على إنتاج محتوى بصري ومسموع مثل مقاطع الفيديو القصيرة والبودكاست وبرامج البث المباشر التي تتيح مساحة للحوار المباشر مع الجمهور وتعزز من فرص الوصول إلى شريحة واسعة من المستخدمين في بيئاتهم الرقمية المعتادة
ويعكس هذا التوجه وعيًا سياسيًا متناميًا بأهمية التحول الرقمي في الحملات الانتخابية بعدما أثبتت تجارب سابقة في بلدان متعددة أن منصات مثل فيسبوك ويوتيوب وتيك توك باتت أدوات مؤثرة في تشكيل القناعات السياسية وتحقيق الانتشار السريع للأفكار والبرامج لا سيما في ظل عزوف متزايد لدى قطاعات من الشباب عن متابعة القنوات الإعلامية التقليدية أو المشاركة في اللقاءات الجماهيرية الكلاسيكية
وتأتي هذه الخطوة في وقت تسعى فيه الأحزاب السياسية إلى تجديد أدواتها وإعادة رسم صورتها أمام الأجيال الجديدة التي تتطلب لغة سياسية معاصرة تعتمد على التفاعل والشفافية والمحتوى السلس وهو ما يدفع هذه الكيانات إلى الاستفادة من الخبرات التقنية والتعاون مع فرق إنتاج رقمية لصياغة رسائل سياسية قادرة على تحقيق التأثير المطلوب في بيئة اتصالية تتسم بالتغير السريع والمنافسة الشديدة
الرهان على المحتوى الرقمي ليس مجرد خيار بل بات ضرورة تفرضها التحولات المجتمعية والتكنولوجية ويؤكد مراقبون أن الحزب الذي يتمكن من توظيف هذه الأدوات بكفاءة سيكون له أفضلية واضحة في سباق الانتخابات خاصة إذا نجح في الربط بين قضاياه وبرامجه وبين اهتمامات الشباب مثل التعليم وريادة الأعمال والعدالة الاجتماعية والمناخ وغيرها من المواضيع التي تحظى باهتمام واسع داخل الأوساط الرقمية
ومن المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة تصاعدًا في وتيرة النشاط الرقمي للحزب من خلال بث مباشر لحوارات المرشحين وطرح مقاطع فيديو توضيحية حول البرامج الانتخابية وتوفير محتوى تفاعلي يسمح بتلقي تعليقات وملاحظات الجمهور بما يضمن خلق علاقة تواصلية مستمرة قد تساهم في رفع نسب المشاركة السياسية بين الشباب وتقليص فجوة الثقة التي طالما شكلت تحديًا أمام الحياة الحزبية في البلاد
في المجمل يبدو أن استخدام المحتوى الرقمي في الحملات الانتخابية لم يعد ترفًا دعائيًا بل هو تحول استراتيجي ضروري لتعزيز الحضور السياسي والاستفادة من الزخم التكنولوجي الذي يشهده العالم وهو ما قد يعيد تشكيل قواعد المنافسة في الانتخابات المقبلة ويعزز من فرص الأطراف التي تنجح في استيعاب هذا الواقع الجديد