العالم العربيفلسطين

هيئة علماء فلسطين توجه نداءً عاجلًا بعد كلمة “أبي عبيدة”: السكوت خيانة وغزة تُستصرخ الأمة

وجّهت “هيئة علماء فلسطين” نداءً مؤلمًا وعاجلًا للأمة الإسلامية، عقب الكلمة المؤثرة للناطق باسم كتائب القسام، المجاهد أبي عبيدة، والتي عرّت بصراحتها خذلان الكثيرين لفلسطين في أصعب لحظاتها، ودعت فيه إلى صحوة الضمائر ورفض التواطؤ مع جريمة الإبادة والتجويع التي يتعرض لها أهل غزة.

وفي بيان صادر عنها، اليوم السبت، قالت الهيئة: “لقد نطق المجاهد أبو عبيدة بلسان الجراح في غزة المكلومة، وأعلن الخصومة العلنية مع كل من خذل الدم الفلسطيني في ساعة العسرة، بعد مناشدات صادقة وصبر طويل ونداءات موجعة، قوبلت بصمت وخذلان مريب”.

وحذرت الهيئة من خطورة هذا الموقف أمام الله، مؤكدة أن “دماء أطفال غزة وأشلاء شهدائها ستبقى تلاحق المتقاعسين”، موجّهة نداءها إلى من بقيت في قلبه بقية حياة وكرامة، وجاء في النداء:

أولًا: إلى علماء الأمة كافة

يا ورثة الأنبياء ويا أهل الصدق: هذه فرصتكم الأخيرة، فلا تجعلوا الشهداء خصومكم يوم القيامة. “إن تأخرتم اليوم، فلن تغفر لكم غزة غدًا”، فانهضوا واخلعوا ثياب الصمت، واكسروا قيود الخوف، وادفعوا ما استطعتم من أجل نصرة المستضعفين.

ثانيًا: إلى علماء تركيا

يا ورثة العدالة العثمانية: إنّ مسؤوليتكم جسيمة، وهي لحظة استحقاق حقيقية. تدعوكم الهيئة إلى اجتماع طارئ لصياغة خطوات عملية وجادة لنصرة غزة، والضغط بكل الوسائل الممكنة على القيادة التركية للتحرك بما يليق بدماء الشهداء ومعاناة المحاصرين.

ثالثًا: إلى علماء باكستان، وعلى رأسهم العلّامة تقي الدين العثماني

يا شعب الشهداء والمجاهدين: إننا نناشدكم بالله أن تملؤوا الساحات، وتُقيموا الخيام في ميادينكم، ليصل الصوت إلى حكومتكم وتتحرك لإيقاف المجازر وكسر الحصار عن غزة.

رابعًا: إلى شعب مصر الأبيّ

يا جيران غزة وأحفاد صلاح الدين: آن لكم أن تقفوا في وجه النظام الذي يشارك في تجويع غزة بإغلاق معبر رفح. زحفكم إلى المعبر وفتحه أمام المساعدات هو واجب الساعة، ولا عذر لمن تأخر، فالله سائلكم غدًا، ولن يغني عنكم أحد إن تُركت غزة تواجه وحدها آلة الإبادة.

كما دعت الهيئة إلى أن تتحول مجالس المصريين ومساجدهم ومواقعهم الإعلامية إلى ساحات تعبئة واستنهاض، لاستعادة مصر لدورها التاريخي في نصرة المستضعفين وكسر القيود.

خامسًا: دعم الحملة العالمية ضد تجويع غزة

دعت الهيئة إلى مشاركة واسعة في الحملة العالمية المناهضة لتجويع غزة، والمقرر انطلاقها غدًا الأحد، مؤكدة على أهمية انخراط العلماء والدعاة والكتّاب وأحرار الأمة في تبنّي هذه الحملة وحشد كل الطاقات لإنجاحها.

وأكد البيان أن هذه الحملة يجب أن تكون “صرخة مدوية في وجه القتلة والمجرمين، ورسالة أن غزة ليست وحدها، بل خلفها أمة لا ترضى بالعار ولا تسكت على الجريمة”.

وختمت هيئة علماء فلسطين بيانها بتأكيد أن السكوت خيانة، والكلمات التي لا تُترجم إلى فعل خيانة، وترك غزة تُستفرد بها آلة الإبادة خيانة عظمى، داعية الأمة إلى استحضار وعد الله في قوله: “إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُم” [محمد: 7].

وأعرب الناطق باسم “كتائب الشهيد عز الدين القسام”، أبو عبيدة، في كلمة له أمس الجمعة، عن إدراك القسام لحجم الألم والمعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني في غزة، مؤكدًا أن مجاهدي القسام يعيشون آلامهم يومًا بيوم، وأن قيامهم بواجبهم لا يُعفي الأمة الإسلامية من مسؤوليتها.

وقال إن الاحتلال يتلقى الدعم من أقوى القوى الظالمة في العالم بقوافل لا تتوقف من السلاح، في حين تكتفي أنظمة الأمة بالصمت على ما يجري، في أكبر جريمة إبادة جماعية، موضحًا أن الصمت العربي والإسلامي شجّع الاحتلال على ارتكاب المزيد من المجازر.

وتوجّه أبو عبيدة إلى قادة وعلماء ونخب الأمة، قائلًا: “أنتم خصومنا أمام الله، أنتم خصوم كل طفل يتيم، وكل ثكلى، وكل نازح ومشرد ومكلوم وجريح ومجوَّع”، مؤكدًا أن دماء عشرات الآلاف من الأبرياء في رقابهم.

وفي السياق ذاته، حذرت زارة الصحة بغزة من أن أعدادا غير مسبوقة من المواطنين المجوعين من كافة الأعمار تصل إلى أقسام الطوارئ في حالات إجهاد وإعياء شديدين.

وحذرت من أن مئاتٍ من الذين نَحَلت أجسادهم سيكونون عرضة للموت المحتّم، نتيجة الجوع وتخطي قدرة أجسادهم على الصمود.

من جهتها، قالت “شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية” إن القطاع يمر حاليا بأسوأ مراحل الكارثة الإنسانية، نتيجة سياسة التجويع الإسرائيلية.

وحذرت الشبكة من تسجيل وفيات، لا سيما بين الأطفال وكبار السن، نتيجة سياسة التجويع، وطالبت بإدخال المساعدات إلى غزة فورا، في ظل انعدام كامل للطحين بالقطاع.

وترتكب “إسرائيل” منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 وبدعم أميركي، إبادة جماعية في قطاع غزة، تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت الإبادة أكثر من 199 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال، فضلا عن دمار واسع.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى