العالم العربيفلسطين

المجاعة تضرب قطاع غزة والموت جوعًا يهدد حياة الفلسطينيين

في مشهد بات مألوفًا في شوارع قطاع غزة، يسقط الفلسطينيون أرضًا بسبب الجوع الشديد، متأثرين بسياسة الحصار والتجويع التي تمارسها إسرائيل. هذا الوضع المتدهور، الذي يدخل شهره الـ22 من الإبادة الجماعية، أسفر عن انهيار الوضع الإنساني في القطاع حيث أصبحت الحياة اليومية معركة للبقاء.

وضع كارثي

قال المدير العام لوزارة الصحة في غزة، منير البرش، في منشور له عبر “تلغرام”: “في غزة، الجوع لا يقرع الأبواب، بل يسكن البيوت ويأكل من أعمار الناس، ويطحن كرامتهم تحت وطأة النسيان العالمي”. وأكد أن الخبز أصبح “عملة نادرة”، في حين أصبح حليب الأطفال حلمًا بعيد المنال.

مأساة لا تحتمل

مشهد سقوط امرأة في الخمسين من عمرها في أحد شوارع خان يونس بسبب الجوع يختصر مأساة يومية يعيشها الفلسطينيون. تقول الشاهدة خلود العرقان: “بدأت تتمايل حتى سقطت أرضًا بعدما كانت تمشي بجسد نحيل”. وتتابع: “كانت تبحث عن قطعة خبز صغيرة تطعم بها أطفالها الذين يلتوون جوعًا”.

الواقع المؤلم

وفي ظل هذا الوضع الكارثي، يواجه 2.4 مليون فلسطيني في غزة صعوبة كبيرة في الحصول على حتى الحد الأدنى من مقومات الحياة. أسعار المواد الغذائية الأساسية قد تجاوزت الحدود، بينما لا يمكن للفلسطينيين المجوّعين الحصول على الطعام بسبب الحصار الإسرائيلي المستمر. كما حذر المسؤولون في غزة من “موت محتم” للمجوعين، حيث يزداد عدد الأطفال والبالغين الذين يتدفقون إلى المستشفيات في حالة من الإعياء الشديد، مع فقدان قدرتهم على الصمود.

ارتفاع الوفيات

وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أعلنت أن عدد الأطفال الذين توفوا بسبب سوء التغذية وصل إلى 69 منذ بداية أكتوبر 2023، بينما ارتفعت الوفيات الناجمة عن نقص الغذاء والدواء إلى 620 فلسطينيًا. ويواجه حوالي 650 ألف طفل خطر الموت بسبب الجوع وسوء التغذية، بينما يواجه نحو 60 ألف سيدة حامل خطرًا حقيقيًا بسبب انعدام الرعاية الصحية والغذاء.

النظرة الإنسانية المفقودة

في تعبير صادق عن الألم الذي يعيشه أهل غزة، قالت الفلسطينية سيدة مختصة في الإعلام: “لقد أصبحنا نبحث فقط عن لقمة تسند أرواحنا”. وأضافت: “نحن لا نطالب بالطعام الغني بالمواد الغذائية، بل نبحث فقط عن لقمة خبز”. هذا الوضع المأساوي في القطاع يزداد سوءًا مع استمرار حصار إسرائيل ومنعها للمساعدات الإنسانية والطبية.

يتواصل القتل البطيء للفلسطينيين في غزة، حيث تواصل إسرائيل سياستها القمعية في ظل غياب اهتمام دولي حقيقي لوضعهم. بينما يواجه الفلسطينيون خطر الموت جوعًا، فإن الأمل يبدو بعيد المنال، ولا تزال أصواتهم تُخنق تحت وطأة النسيان العالمي.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى