العالم العربيفلسطين

خطاب أبو عبيدة: تحول استراتيجي. هل يمهّد لمرحلة جديدة من المواجهة مع الاحتلال؟

عاد الناطق العسكري باسم “كتائب القسام” أبو عبيدة إلى الظهور في خطابٍ مفاجئ بعد غيابٍ طويل دام أكثر من أربعة أشهر، ليطلق رسائلٍ بالغة الأهمية حول وضع المقاومة الفلسطينية في ظل التصعيد الإسرائيلي المتواصل على غزة.

تحديات وتحولات ميدانية

ظهر أبو عبيدة في خطابه الأخير في حالة جسدية مغايرة عن المرة السابقة، حيث بدا أكثر نحولًا، ما لفت أنظار المتابعين، وزاد من تفسيرات المحللين العسكريين الذين أشاروا إلى أن التغيّر في مظهره قد يكون نتيجة للظروف الميدانية الصعبة التي تعيشها المقاومة في غزة.

الخبير العسكري نضال أبو زيد اعتبر أن الخطاب كان يحمل دلالات استراتيجية عميقة، مشيرًا إلى أن “تحويل قضية أسر الجنود الإسرائيليين من ورقة ضغط إلى خيار استراتيجي” يعكس تغيّرًا في المسار الذي قد يُحدث تأثيرًا على القرارات العسكرية للعدو. وقال إن هذه التصريحات قد تشعل حرب استنزاف طويلة الأمد، خاصة في ظل الفجوات الكبيرة التي تحيط بالمفاوضات الجارية.

المقاومة وصمودها

وبحسب المحلل السياسي محمد القيق، فإن الخطاب كان بمثابة دعوة لتجديد التعبئة الوطنية والمقاومة، ليس فقط داخل فلسطين، ولكن على مستوى الشعوب العربية والعالمية أيضًا. وقد شدد القيق على أن هذه الدعوة جاءت بعد فترة من الانتظار والتراخي العربي، مما يجعل من الموقف في غاية الحساسية والاحتياج إلى تحركات ملموسة.

وأشار القيق إلى أن أبو عبيدة طالب “الشعوب العربية، والبرلمانات، والنقابات، والهيئات السياسية” بتحمل مسؤولياتها، في رسالةٍ تضمنت تحريضًا للمجتمع العربي على أن يكون له دور أكثر فعالية في التصدي للعدوان الإسرائيلي على غزة.

الإبادة الجماعية في غزة

يستمر الاحتلال الإسرائيلي، مدعومًا من الولايات المتحدة، في ارتكاب إبادة جماعية بحق الفلسطينيين منذ 7 أكتوبر 2023، ما خلف مئات الآلاف من الشهداء والجرحى. وقد حذر أبو عبيدة في خطابه من أن أي صمود للمقاومة قد يُقابل بصمتٍ عربي قاتل، وأنه لا مجال لمزيد من الانتظار.

المجتمع العربي وتحديات المرحلة

الخطاب، وفقًا للعديد من المحللين، لم يكن مجرد تعبير عن الواقع الفلسطيني، بل كان دعوة من المقاومة الفلسطينية إلى تحرك فاعل من جميع أطياف المجتمع العربي، لتحقيق وحدة الصف وإعادة الاعتبار للحقوق الفلسطينية.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى