حوادث وقضايا

مصرع خمسة أطفال في المنيا وتحقيقات موسعة حول أسباب الوفاة الغامضة

تعيش قرية دلجا التابعة لمركز دير مواس بمحافظة المنيا حالة من الصدمة والقلق بعد وفاة خمسة أطفال من أسرة واحدة في ظروف غامضة وسط مطالب شعبية ورسمية بتسريع التحقيقات وكشف الحقيقة وراء هذه المأساة غير المسبوقة

بدأت الكارثة منذ أيام قليلة حين نُقل عدد من الأطفال الأشقاء إلى مستشفى دير مواس المركزي بعد ظهور أعراض صحية خطيرة عليهم تضمنت ارتفاعًا مفاجئًا في درجة الحرارة وتشنجات عصبية واختلالًا في الوعي وغثيانًا مستمرًا وهي أعراض أثارت منذ اللحظة الأولى شكوكًا طبية بشأن احتمال الإصابة بعدوى خطيرة أو تسمم غذائي حاد

ورغم محاولات الفريق الطبي إنقاذ الأطفال إلا أن ثلاثة منهم لفظوا أنفاسهم الأخيرة في المستشفى خلال ساعات تلاهم وفاة الطفل الرابع بعد نقله إلى مستشفى آخر فيما بقيت طفلتان في حالة حرجة قبل أن تعلن وزارة الصحة لاحقًا وفاة الطفلة الخامسة متأثرة بالأعراض نفسها بينما تم نقل الناجية الوحيدة وهي الأخت السادسة إلى أحد مستشفيات القاهرة في محاولة لإنقاذ حياتها وسط مناشدات شعبية عاجلة بالتدخل الرئاسي

حالة من الغضب تسود أوساط أهالي القرية الذين وجهوا انتقادات حادة للخدمات الصحية بالمحافظة واعتبروا أن تردي مستوى الرعاية الطبية ساهم بشكل مباشر في تفاقم الأزمة كما دعوا إلى فتح تحقيق شامل مع كافة الجهات المعنية بالصحة في محافظة المنيا لتحديد أوجه القصور والمسؤوليات الإدارية والمهنية

وزارة الصحة المصرية من جانبها أعلنت تشكيل لجنة مختصة أجرت فحوصات ميدانية ومعملية شملت المستشفيات والوحدات الصحية وسجلات المرضى وتحاليل حول الأمراض المعدية المنتشرة في محيط الأسرة وأكدت الوزارة أنه لم يتم رصد أي زيادة في معدلات العدوى كما لم تسجل فرق التقصي الوبائي أي إصابات مشابهة بين سكان القرية أو بين أفراد العائلة الموسعة وهو ما يزيد من غموض الموقف ويعقد تحديد السبب الحقيقي وراء هذه الوفيات المتتالية

في المقابل طلبت النيابة العامة من الطب الشرعي تشريح جثامين الأطفال لتحديد السبب المباشر للوفاة وحتى لحظة إعداد هذا التقرير لم تصدر النتائج الرسمية للتشريح مما يترك الباب مفتوحًا أمام التكهنات المتزايدة بين الأهالي خاصة بعد تداول شائعات حول إصابة الأطفال بالالتهاب السحائي وهو ما نفته الصحة بشكل قاطع في بيانها الرسمي

على صعيد متصل أفادت مصادر قضائية بأن التحقيقات شملت الاستماع إلى أقوال الوالدين دون توجيه اتهامات لهما حيث يتم حالياً جمع المعلومات حول تفاصيل الأيام الأخيرة التي سبقت المأساة كما أكدت المصادر عدم وجود أي دلائل تشير إلى عنف أسري أو شبهة جنائية

هذه الواقعة تعيد إلى الأذهان حوادث مشابهة شهدتها مناطق أخرى من مصر في السنوات الأخيرة والتي راح ضحيتها عدد من الأطفال بسبب أمراض أو حالات تسمم غير مفهومة في حين فشلت السلطات في تحديد الأسباب بشكل قاطع مما يثير تساؤلات مستمرة حول فعالية منظومة الترصد الصحي في القرى النائية ومدى جاهزية المستشفيات للتعامل مع الأوبئة المحتملة

وفي ظل حالة الذعر المتصاعدة في قرية دلجا بدأت الأسر في البحث بشكل فردي عن أمصال وقائية لأبنائهم خشية تكرار السيناريو المأساوي خاصة بعد فشل التطمينات الرسمية في تهدئة المخاوف الشعبية ما يفرض تحديًا كبيرًا أمام وزارة الصحة لإعادة بناء الثقة مع المواطنين عبر الشفافية والمصارحة التامة بالنتائج الطبية والتحقيقات الجارية

ويبقى السؤال الأبرز الآن ما الذي قتل خمسة أطفال في أيام متتالية وهل ستنجح التحقيقات الطبية والقانونية في كشف الحقيقة كاملة أم تضاف هذه المأساة إلى قائمة الحوادث الغامضة التي لم تجد لها إجابة واضحة حتى اليوم

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى