أخبار العالم

جهود أمريكية مكثفة تدفع نحو إطلاق سراح محتجزين وهدنة مؤقتة في غزة

تشهد المنطقة تطورات متسارعة في الملف الإنساني المتعلق بالمحتجزين في قطاع غزة بالتوازي مع تصاعد الجهود السياسية الدولية الرامية إلى إقرار هدنة تمتد لشهرين بين إسرائيل وحركة حماس حيث أفادت مصادر مطلعة بأن الإدارة الأمريكية تضغط بشكل متواصل لتسريع الإفراج عن دفعة جديدة من المحتجزين بالتزامن مع المفاوضات الجارية في العاصمة القطرية الدوحة والتي تشهد زخما غير مسبوق هذه الأيام

تأتي هذه التحركات الأمريكية في وقت حساس يسعى فيه الوسطاء إلى إنهاء حالة الجمود في المحادثات حيث تشير المعلومات إلى قرب الإفراج عن عشرة محتجزين إضافيين ضمن مسار تفاوضي يشمل أيضا تسليم رفات ثمانية عشر آخرين مقابل إطلاق سراح عدد من الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية ولم يتم الإعلان عن الأعداد الدقيقة في هذا الجانب ما يعكس حساسية الملف وتعقيد تفاصيله الأمنية والسياسية

المباحثات التي انطلقت منذ السادس من يوليو الجاري تشهد مشاركة فاعلة من الأطراف الإقليمية وخاصة مصر وقطر إلى جانب الولايات المتحدة التي تدعم بقوة مقترح الهدنة المؤقتة وتعتبرها خطوة أولى نحو تهدئة أوسع وربما تسوية مستدامة في المستقبل القريب وقد نقلت مصادر إعلامية إسرائيلية أن وفدا ثانيا من كبار المسؤولين الإسرائيليين قد يتوجه قريبا إلى الدوحة بهدف إعطاء دفعة جديدة للمفاوضات في حال تلقت إسرائيل ردا إيجابيا من حماس على المقترح الأخير المقدم عبر الوسطاء

في السياق ذاته ذكرت أوساط سياسية إسرائيلية أن الحكومة ترى في هذا الأسبوع فرصة محورية قد تسفر عن تفاهم شامل يحسم الجدل الدائر حول الصفقة المقترحة خاصة أن المقترح الجديد المقدم يأخذ بعين الاعتبار تعديلات إسرائيلية طرأت مؤخرا على موقفها التفاوضي وهو ما قد يساهم في تقليص الفجوة بين الطرفين ويزيد من فرص التوصل إلى اتفاق نهائي

على الجانب الآخر عبّرت حركة حماس عبر تصريحات رسمية عن دعمها الكامل لموقف وفدها التفاوضي مؤكدة أن نجاح المفاوضات يتوقف على قبول إسرائيل بمبدأ صفقة شاملة تشمل إطلاق سراح كافة الأسرى دفعة واحدة وتوقف العدوان وانسحاب القوات من غزة كما حملت الحركة إسرائيل مسؤولية تعثر المبادرات السابقة بسبب رفضها المتكرر لعرض تبادل كامل للمحتجزين الأمر الذي جعل الحركة تعيد النظر في إمكانية الموافقة على صفقات جزئية مستقبلا

المشهد الراهن يعكس تداخلا معقدا بين المطالب الإنسانية والسياسية إذ تسعى الأطراف الدولية لاحتواء التصعيد من خلال آليات تفاوض مرنة تضمن الحد الأدنى من التوافق وتمنح المدنيين هدنة مؤقتة تتيح إدخال المساعدات وتوفير بيئة مناسبة لإعادة بناء ما دمرته الحرب في حين تظل فرص الوصول إلى اتفاق مرهونة بمدى استعداد الطرفين لتقديم تنازلات متبادلة على قاعدة توازن المصالح وضرورات المرحلة

وفي الوقت الذي يواصل فيه الوسطاء الدفع نحو انفراجة مرتقبة تبقى العيون مفتوحة على نتائج الأيام المقبلة التي ستحدد بشكل كبير مستقبل هذا المسار الذي يراوح مكانه منذ أشهر وسط أمل بتحقيق اختراق حقيقي قد يعيد الأمل للأسرى وعائلاتهم ويرسم مسارا جديدا في ظل التوتر القائم

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى