الرئيس الأمريكي يهاجم فكرة تكتل بريكس ويؤكد دعمه للدولار القوي

في تطور جديد يعكس موقف الإدارة الأمريكية المتشدد تجاه التحولات الاقتصادية الدولية وجّه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انتقادات حادة لمحاولات تكتل دول بريكس في تشكيل كيان اقتصادي عالمي مؤثر معتبرًا أن هذا المشروع يفتقر إلى مقومات الاستمرارية ومؤهل للانهيار السريع في حال تم دفعه باتجاه إنشاء نظام مالي بديل يتحدى هيمنة الدولار الأمريكي
الرئيس الأمريكي لم يكتفِ بتقليل فرص نجاح التكتل بل أشار ضمنيًا إلى نية واشنطن الرد اقتصاديًا عبر إعادة النظر في السياسات التجارية تجاه الدول المشاركة في بريكس ملمحًا إلى إمكانية فرض رسوم جمركية عقابية في حال رصد تحركات فعلية تزعزع النظام المالي العالمي القائم مؤكدًا تمسك بلاده بإبقاء الدولار عملة احتياطية عالمية بلا منازع
في سياق متصل جدّد الرئيس رفضه القاطع لفكرة إطلاق بنوك مركزية رقمية مشيرًا إلى أنها تشكل تهديدًا مباشرًا للاستقرار النقدي وتفتح الباب أمام تدخلات حكومية مفرطة في الحياة المالية للمواطنين وهو ما يتعارض بحسب رؤيته مع قيم السوق الحرة والخصوصية الفردية مؤكدًا في الوقت ذاته أن قوة الدولار هي انعكاس مباشر لقوة الاقتصاد الأمريكي وركيزة لا يمكن التخلي عنها في السياسات المالية والنقدية للولايات المتحدة
تأتي هذه التصريحات في وقت تتزايد فيه التحركات الدولية لتقليص الاعتماد على الدولار حيث تسعى دول كبرى في آسيا وأمريكا اللاتينية وأفريقيا إلى بناء شراكات مالية وتجارية بعيدة عن المنظومة الغربية وتسعى لاستخدام عملاتها المحلية في التبادل التجاري في خطوة يعتبرها البعض تمهيدًا لولادة نظام نقدي متعدد الأقطاب
ويعد تكتل بريكس الذي يضم مجموعة من أكبر الاقتصادات الناشئة منصة لتحدي الهيمنة الاقتصادية الغربية لكنه يواجه تحديات داخلية كبيرة أبرزها التباين الكبير بين الدول الأعضاء من حيث المصالح الاستراتيجية والقدرات الاقتصادية فضلاً عن ضعف التنسيق السياسي وانعدام آلية تنفيذية مشتركة وهو ما يشكك في قدرته على إحداث تغيير جذري في هيكل النظام المالي الدولي
المراقبون يرون أن تصريحات الرئيس الأمريكي ليست فقط رسالة سياسية موجهة لبريكس بل هي أيضًا محاولة لتعزيز الثقة الداخلية بالدولار الأمريكي وسط مخاوف متنامية من آثار التضخم والتقلبات الاقتصادية العالمية كما أنها تعبّر عن تمسك واشنطن بلعب دور المهيمن في النظام النقدي العالمي وتؤكد أن أي محاولة لإعادة صياغة هذا النظام ستُواجه برد صارم من قبل الإدارة الأمريكية
وفي ظل هذه الأجواء المتوترة تترقب الأسواق العالمية تداعيات هذه المواقف خاصة مع تصاعد الحرب التجارية بين القوى الكبرى وتنامي الصراع الخفي حول قيادة الاقتصاد العالمي في العقود المقبلة