النيابة تأمر بحبس والد طفل التريلا وتوجه له تهمة الإهمال الجسيم
أمرت النيابة العامة بحبس والد الطفل الذي قاد شاحنة ثقيلة على أحد الطرق السريعة في نطاق محافظة كفر الشيخ أربعة أيام على ذمة التحقيق مع توجيه تهم متعددة أبرزها التسبب في تعريض حياة المواطنين للخطر والإهمال الجسيم في رعاية قاصر وخرق قوانين المرور والسلامة العامة
كما قررت النيابة إحالة الطفل إلى إحدى دور الرعاية الاجتماعية ووجهت له تهمة القيادة دون ترخيص وقيادة مركبة غير مؤمن عليها
الواقعة التي أثارت حالة واسعة من الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي بدأت بتداول مقطع فيديو يُظهر طفلاً يقود تريلا بمفرده على طريق بلطيم كفر الشيخ وسط محاولات من مرافقين له لتبرير ما حدث بأن الطفل ماهر في القيادة وأنه تحت إشراف مباشر إلا أن تلك المحاولات لم تحل دون تدخل الجهات الأمنية العاجل
حيث تمكنت وحدات التحرك السريع التابعة لوزارة الداخلية من ضبط الطفل ووالده والتحفظ على المركبة التي كانت بحوزتهما واتخاذ الإجراءات القانونية العاجلة
وبحسب مصادر مطلعة باشرت النيابة التحقيقات فور استلام محضر الضبط واستدعت شهود العيان بالإضافة إلى مراجعة كاميرات المراقبة في محيط الطريق الذي جرت فيه الواقعة كما استعانت بتقارير الإدارة العامة للمرور والتي أكدت أن الشاحنة كانت تسير بسرعة لا تتناسب مع قدرة قاصر على التحكم بها ما يمثل خطورة بالغة على حياته وحياة مستخدمي الطريق العام
وأكدت المصادر أن والد الطفل اعترف خلال التحقيقات بالسماح لابنه بقيادة الشاحنة تحت مبرر الاعتياد على القيادة منذ الصغر وأنه لم يتوقع أن تنتشر الواقعة على هذا النطاق الواسع إلا أن التحقيقات أثبتت أن الواقعة لم تكن للمرة الأولى بل تكررت سابقا في مناطق متفرقة وهو ما دفع النيابة إلى اعتبار السلوك ممنهجا ويشكل تهديدا عاما
من جهة أخرى شددت النيابة في بيان لاحق على أن هذه الواقعة تعد انتهاكا صارخا لقانون الطفل وقانون المرور مشيرة إلى أنها ستتعامل بحزم مع كل من يستهين بالأرواح أو يتلاعب بالقوانين وأكدت أن حماية القصر من الخطر مسؤولية جماعية تبدأ من الأسرة وتمتد إلى المجتمع والدولة
في السياق ذاته كثفت وزارة الداخلية من حملاتها على الطرق السريعة لرصد أي تجاوزات مشابهة خاصة ما يتعلق بقيادة القصّر للمركبات الثقيلة أو العامة كما وجهت إدارات المرور بضرورة تشديد الرقابة والتفتيش على حوزة السائقين وتصاريح القيادة في مختلف مناطق الجمهورية
ويأتي هذا التحرك ضمن توجه أوسع تتبعه السلطات لمواجهة ما وصفته بسلوكيات خطرة بدأت تظهر بشكل متكرر على الطرق وتعرض السلامة العامة للخطر خاصة مع تزايد ظاهرة نشر مقاطع عبر الإنترنت تشجع على هذا النوع من الاستعراضات الخطرة
