العالم العربي

سوريا تعلن وقفًا شاملًا لإطلاق النار وسط تصاعد التوترات الإقليمية

في تطور لافت يعكس تعقيدات المشهد السوري أعلنت السلطات السورية عن بدء تنفيذ وقف فوري وشامل لإطلاق النار في مختلف مناطق البلاد ويأتي هذا الإعلان في لحظة بالغة الحساسية وسط تصاعد التوترات الميدانية والضغوط الدولية المتزايدة لإيجاد حلول سلمية للأزمة المستمرة منذ سنوات

القرار الذي وصف بأنه استجابة للظروف الدقيقة التي تمر بها البلاد يمثل تحولًا لافتًا في مقاربة دمشق للملف الأمني والعسكري حيث أكدت الجهات الرسمية أن الغاية من هذه الخطوة هي وقف إراقة الدماء وصون وحدة الأراضي السورية والحفاظ على استقرار الشعب في مواجهة المخاطر الداخلية والخارجية التي تلوح في الأفق

على الأرض باشرت الأجهزة الأمنية عمليات انتشار مكثفة في مناطق عدة لضمان تنفيذ التهدئة على النحو المطلوب والتحقق من الالتزام الكامل من مختلف الأطراف المحلية بالاتفاق الجديد وتركز هذه التحركات الأمنية على تأمين الأحياء السكنية والمرافق الحيوية إلى جانب حماية السكان المحليين من أي تجاوزات قد تعكر أجواء الهدوء الهشة

السلطات السورية حذرت من مغبة أي خرق للاتفاق مؤكدة أن أي انتهاك يعتبر مساسًا مباشرًا بالسيادة الوطنية وستتم مواجهته بحزم في حال حصوله وهو ما يعكس تمسك دمشق بالسيطرة الكاملة على الوضع الميداني ومنع الانزلاق مجددًا نحو التصعيد

يأتي هذا التطور بعد أنباء عن جهود إقليمية ودولية متضافرة لاحتواء التصعيد الأخير الذي شهدته بعض المناطق الحدودية ووفقًا لمصادر مطلعة فقد لعبت عدة أطراف دورًا في التوصل إلى هذا الاتفاق أبرزها دول مجاورة أبدت اهتمامًا بتهدئة الأوضاع ومنع انزلاق المنطقة إلى دوامة عنف جديدة قد تكون لها تداعيات إقليمية واسعة

ويُعتقد أن المباحثات غير المعلنة التي جرت مؤخرًا بين أطراف إقليمية ودولية ساهمت في تهيئة الظروف السياسية والأمنية لهذا الاتفاق في ظل ما يشبه التفاهم الضمني على ضرورة منح العملية السياسية فرصة حقيقية للانطلاق بعيدًا عن لغة السلاح والانقسام

كما تجدر الإشارة إلى أن هذه الخطوة تأتي في وقت حساس يشهد فيه الشارع السوري حالة ترقب لما ستؤول إليه الأوضاع في ظل الانقسام الاجتماعي والاقتصادي العميق وغياب الأفق الواضح لأي تسوية شاملة وقد وجهت دعوات للعديد من المكونات المحلية لوضع السلاح جانبًا والانخراط في عملية شاملة لبناء هوية وطنية جامعة قائمة على الشراكة والتعددية

المرحلة المقبلة ستحدد ما إذا كان هذا الاتفاق سيصمد أمام التحديات الميدانية والسياسية التي تعصف بسوريا منذ أكثر من عقد أم أنه سيكون حلقة جديدة في سلسلة المبادرات قصيرة العمر التي لم تنجح حتى الآن في إرساء سلام دائم على الأرض

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى