الاحتلال يصدر أول إنذار إخلاء في جنوب غرب دير البلح تمهيدًا لتوسيع الحرب البرية

أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، أول إنذار إخلاء موجه للفلسطينيين في المنطقة الجنوبية الغربية من مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، في مؤشر خطير على نية توسيع نطاق الحرب البرية ضمن ما يُوصف بجرائم الإبادة الجماعية المستمرة في القطاع.
تهديد مباشر لسكان الخيام ومناطق النزوح
دعا جيش الاحتلال، عبر إنذارات علنية، جميع المتواجدين في البلوكات 130، 132–134، 136–139، 2351، بما في ذلك النازحين داخل الخيام، إلى الإخلاء الفوري والتوجه نحو منطقة المواصي جنوبًا، بزعم أنها “منطقة آمنة”، رغم تكرار استهدافها سابقًا.
وأرفق الاحتلال خريطة توضح نطاق الإخلاء، فيما أكد أنه سيبدأ عملية برية جديدة في تلك المناطق التي لم يعمل بها من قبل، ضمن تصعيد عسكري واضح على المدنيين.
إنذارات متكررة وعمليات إبادة ممنهجة
سبق لجيش الاحتلال أن أصدر عشرات الإنذارات شمال وجنوب القطاع منذ مارس الماضي، كان آخرها في مايو حين تم توجيه إنذارات إلى سكان أحياء وبلدات شرقي دير البلح، أبرزها بلدية السلقا، الجعفراوي، السوار، وأبو هداب، ضمن تحضيرات لعمليات برية استهدفت المدنيين بشكل مباشر.
وفي 5 يونيو/حزيران 2024، أطلق الاحتلال عملية عسكرية شرق دير البلح ومخيم البريج، استمرت 6 أيام، قبل أن يعلن انتهائها، دون أي تغيير فعلي في مستوى العدوان أو حجم الكارثة.
قصف المناطق “الآمنة” واستمرار سياسة التهجير
ورغم أن الاحتلال يطلب من الفلسطينيين التوجه إلى ما يسميه “مناطق آمنة”، إلا أنه لا يتوقف عن قصف كل المناطق بما فيها المواصي، التي تعتبر ملجأ رئيسًا لعشرات آلاف النازحين الباحثين عن الغذاء والماء والدواء.
تأتي هذه الإجراءات في ظل تصاعد دعوات رسمية إسرائيلية لتهجير سكان القطاع بالكامل، كان أحدثها دعوة وزير الاتصالات الإسرائيلي شلومو قرعي إلى “تعزيز التهجير من غزة”، ما يُعد تأكيدًا على النية السياسية وراء العمليات العسكرية الجارية.
غزة… معسكر اعتقال جماعي
في 8 يوليو/تموز الجاري، وصف المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان الواقع في غزة بأنه “معسكر اعتقال جماعي”، حيث يُجبر السكان على العيش في مساحة لا تتجاوز 55 كيلومترًا مربعًا، أي أقل من 15% من مساحة القطاع، وتخضع لرقابة عسكرية مشددة.
وأشار التقرير إلى أن الكثافة السكانية في هذه المنطقة “غير مسبوقة ولم تُسجل في أي مكان مأهول على وجه الأرض”، وسط حرمان تام من أبسط مقومات الحياة.
إبادة جماعية مستمرة منذ أكتوبر
منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تواصل قوات الاحتلال تنفيذ إبادة جماعية ممنهجة في قطاع غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، في تجاهل كامل للنداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقف العدوان.
وقد أسفرت هذه الإبادة، بدعم أمريكي مطلق، عن أكثر من 199 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى ما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أودت بحياة كثيرين، في ظل دمار واسع طال غالبية مناطق القطاع.