ثقافة وتاريخ

تمويل 963 مليون جنيه لتحديث عروض الصوت والضوء بالأهرامات ضمن رؤية 2030

بدأت ملامح مشروع تطوير منطقة الأهرامات في الجيزة تأخذ طابعًا أكثر وضوحًا بعد توقيع عقد تمويلي ضخم بين أحد البنوك المحلية الكبرى وشركة متخصصة في تقنيات الترفيه المتقدمة لتمويل مشروع إعادة تأهيل وتحديث عروض الصوت والضوء التاريخية التي تشتهر بها المنطقة وتبلغ القيمة الإجمالية للعقد ما يقارب 963 مليون جنيه مصري في إطار خطة شاملة تهدف إلى تعزيز الجذب السياحي وتحسين البنية التحتية والخدمات المقدمة للزائرين

المشروع الجديد يأتي كخطوة تنفيذية ضمن استراتيجية تنموية أوسع تعرف باسم رؤية الجيزة 2030 وتهدف هذه الخطة إلى تحويل المنطقة الأثرية إلى وجهة سياحية عالمية من الطراز الأول عبر دمج العناصر التاريخية بالتقنيات الحديثة وتطوير خدمات الزوار بما يتوافق مع توقعات السياحة الدولية من حيث التجربة والجودة والراحة

تشمل بنود المشروع إدخال أنظمة عرض مرئي وصوتي رقمية عالية التقنية لتحل محل التقنيات التقليدية القديمة التي لم تعد تتماشى مع تطلعات الزوار من مختلف أنحاء العالم كما يتضمن المشروع إنشاء مرافق خدمية وسياحية جديدة مثل مناطق انتظار ذكية ومراكز استقبال للزائرين ومتاجر للهدايا ومطاعم بإطلالات بانورامية على الأهرامات بالإضافة إلى بنية تحتية رقمية تشمل أنظمة حجز إلكتروني ودعم للواقع المعزز والذكاء الاصطناعي

ويمثل التمويل الجديد دفعة قوية للمضي قدمًا في تنفيذ المشروع ضمن الإطار الزمني المحدد إذ يعكس هذا التمويل ثقة المؤسسات المصرفية والاستثمارية في العائد الاقتصادي المرجو من تطوير منطقة الأهرامات التي تعد من أهم مواقع الجذب السياحي في مصر والعالم أجمع

وتأمل الجهات المعنية أن يسهم المشروع في زيادة متوسط مدة الإقامة السياحية ورفع معدلات الإنفاق الفردي للسائحين إضافة إلى تنويع الأنشطة الثقافية والترفيهية المتاحة في الموقع ما يساهم بدوره في خلق فرص عمل جديدة ودفع عجلة التنمية الاقتصادية في محافظة الجيزة

ويأتي هذا التطور بالتوازي مع جهود مستمرة لتوسيع شبكات النقل والوصول إلى المنطقة الأثرية من خلال تطوير الطرق المحيطة وتفعيل الربط مع وسائل النقل الذكية والمستدامة إلى جانب حملات ترويج دولية لتعريف الأسواق السياحية بمستوى الخدمات الجديدة التي سيتم تقديمها في الموقع

ويعد مشروع تطوير عروض الصوت والضوء بمثابة ركيزة أساسية في التحول النوعي الذي تسعى إليه الدولة في تعاملها مع المواقع الأثرية حيث يتحول الموقع من مجرد معلم تاريخي إلى تجربة تفاعلية شاملة تحاكي التاريخ بأسلوب معاصر وتوفر للزائرين رحلة فريدة تجمع بين الترفيه والمعرفة والتكنولوجيا الحديثة

في المجمل يعكس هذا المشروع نقلة نوعية في الاستثمار في السياحة الثقافية ويؤكد توجه الدولة نحو جعل منطقة الأهرامات رمزًا للابتكار في تقديم التراث وإعادة تقديم الحضارة المصرية القديمة بأساليب تواكب تطلعات القرن الحادي والعشرين

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى