وفاة الأمير الوليد بن خالد بعد غيبوبة دامت عقدين وتشيع مهيب في الرياض

ودعت المملكة العربية السعودية يوم الأحد الأمير الوليد بن خالد بن طلال بن عبدالعزيز بعد وفاته يوم السبت عن عمر ناهز 35 عامًا إثر معاناة طبية طويلة استمرت لأكثر من عشرين عامًا ظل خلالها في غيبوبة شبه كاملة منذ تعرضه لحادث سير مروع في مطلع الألفية الجديدة
وقد جرى أداء صلاة الميت على الفقيد في جامع الإمام تركي بن عبدالله في العاصمة الرياض بحضور لافت من كبار الشخصيات والأمراء والمسؤولين يتقدمهم الأمير محمد بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة الرياض إلى جانب جمع كبير من أبناء الأسرة المالكة وكبار الشخصيات العامة والمواطنين الذين حرصوا على المشاركة في تشييع الجثمان في مشهد يعكس مدى التعاطف الشعبي والاهتمام الرسمي بالحالة التي شغلت الرأي العام المحلي طيلة السنوات الماضية
الأمير الوليد بن خالد والذي أصبح يعرف بلقب الأمير النائم دخل في غيبوبة تامة منذ أكثر من عقدين عقب الحادث المروري الذي أدى إلى تلف دماغي بالغ جعله في حالة صحية حرجة ومستمرة طوال تلك السنوات دون أي تحسن يُذكر حيث خضع لعدد من الإجراءات الطبية المكثفة تحت إشراف فرق مختصة داخل المملكة كما أفادت تقارير طبية دولية في السنوات السابقة أن حالته كانت تُصنف ضمن الحالات النادرة من حيث طول مدة الغيبوبة واستقرار المؤشرات الحيوية دون استجابة عصبية واعية وهو ما جعلها تحظى باهتمام فرق طبية وبحثية متخصصة في علوم الأعصاب والرعاية الحرجة
وبرغم سنوات المعاناة الطويلة بقيت أسرته متمسكة بالأمل في شفائه مع توفير كل أشكال الرعاية له حيث ظل والده الأمير خالد بن طلال يواكب حالته الصحية عن قرب وينشر من وقت لآخر تحديثات عنها عبر منصات التواصل الاجتماعي الأمر الذي جعل المتابعين يعيشون مع الأسرة لحظة بلحظة تفاصيل هذه الرحلة المؤلمة على أمل حدوث معجزة طبية
وحضر مراسم الصلاة على الفقيد عدد كبير من الأمراء من أبرزهم الأمير منصور بن سعود بن عبدالعزيز والأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز والأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز والأمير مشاري بن سعود بن عبدالعزيز والأمير الوليد بن طلال بن عبدالعزيز والأمير خالد بن طلال بن عبدالعزيز والد الراحل إضافة إلى الأمير عبدالعزيز بن طلال بن عبدالعزيز والأمير عبدالعزيز بن تركي بن طلال والأمير خالد بن الوليد بن طلال وغيرهم من أفراد الأسرة المالكة وعدد من كبار القادة العسكريين والمسؤولين الرسميين
وقد عبر كثير من المواطنين عن تعازيهم وتضامنهم مع أسرة الفقيد مشيرين إلى أن وفاته تمثل نهاية فصل طويل من المعاناة عاشها وهو في ريعان شبابه فيما يرى مراقبون أن هذه القصة المؤلمة سلطت الضوء على القضايا المتعلقة بإصابات الدماغ والصدمات العصبية المزمنة كما فتحت نقاشات طبية وإنسانية حول مفهوم الحياة والرعاية الطويلة الأمد ومدى قدرة الطب على التعامل مع مثل هذه الحالات المعقدة
ويُشار إلى أن تقارير طبية سابقة صادرة عن منظمات معنية بحالات الغيبوبة طويلة الأجل كانت قد صنفت حالة الأمير الوليد بأنها واحدة من أكثر الحالات ثباتًا من حيث المؤشرات الحيوية رغم غياب أي تفاعل عصبي واعٍ وهي إشارة نادرة في مثل هذه الحالات التي غالبًا ما تنتهي بعد أعوام قليلة
رحيل الأمير الوليد بن خالد بن طلال يطوي صفحة إنسانية طويلة امتدت لعقدين ويترك أثرًا بالغًا في ذاكرة السعوديين الذين تابعوا قصته بكثير من التعاطف والدعاء على مدى السنوات الماضية