حقوق وحريات

الأغذية العالمي: كارثة الجوع في غزة تتفاقم والضحايا بالآلاف وسط تعثر إيصال المساعدات

في ظل تدهور غير مسبوق للوضع الإنساني في قطاع غزة بلغ انعدام الأمن الغذائي ذروته حيث يعاني ثلث السكان من الجوع الحاد وسط استمرار تعثر إدخال المساعدات وغياب أي ضمانات لحمايتها ما يضع أرواح المدنيين على المحك ويؤكد تصاعد الأزمة إلى مستوى المجاعة الشاملة

تشير بيانات برنامج الأغذية العالمي إلى أن المدنيين في القطاع يواجهون خطر الموت جوعًا مع انعدام الوصول إلى الغذاء في مناطق واسعة خاصة في شمال غزة وأكد البرنامج أن طوابير الجائعين المنتظرين على المعابر والممرات التي تعبرها شاحنات المساعدات تُستهدف بإطلاق نار مباشر من قبل قوات الاحتلال وهو ما يؤدي إلى وقوع شهداء ومصابين بشكل متكرر دون مبرر سوى سعيهم للحصول على ما يسد الرمق

وفي أحدث الحوادث التي تكشف حجم المخاطر المحيطة بالعمل الإنساني في القطاع تعرضت قافلة مساعدات مكونة من 25 شاحنة لإطلاق نار بعد دخولها من معبر زيكيم حيث اعترضها آلاف المدنيين المطالبين بالمساعدات فكانت النتيجة سقوط عدد من الشهداء والجرحى ما يعكس حسب تقرير برنامج الأغذية العالمي بيئة شديدة الخطورة للعمل الإنساني ويفضح حجم التحديات التي تعيق إنقاذ السكان المحاصرين

وفي السياق ذاته أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن استخدام الجوع كسلاح يعتبر جريمة حرب مشددًا على أن ما يجري في غزة يتجاوز حدود الكارثة وأن الأطفال يموتون جوعًا قبل أن تصل إليهم المساعدات في مشهد يعكس انهيارًا تامًا للأمن الغذائي في القطاع

وأوضح المكتب الأممي أن كل من يسعى إلى الحصول على الطعام يواجه خطر الموت وأن بعض العائلات تفترش الأرض في العراء بانتظار فرصة للوصول إلى فتات الغذاء المتاح بينما يُطلق عليهم الرصاص في مواقف متكررة مؤكدة مشيرًا إلى أن وصول المساعدات دون عوائق ليس فقط التزامًا أخلاقيًا بل واجب قانوني

وبحسب بيانات وزارة الصحة في غزة فقد استشهد خلال الأربع والعشرين ساعة الأخيرة 19 شخصًا نتيجة الجوع معظمهم من الأطفال وكبار السن فيما لا تزال المعابر مغلقة بشكل كامل منذ بداية مارس الماضي وهو ما أدى إلى تفشي المجاعة وتحولها إلى أزمة قاتلة

ومن جهة أخرى تفاقمت الأوضاع بعد اعتماد خطة توزيع مساعدات مشتركة بين إسرائيل والولايات المتحدة في نهاية مايو الماضي حيث تم تقييد دخول المساعدات عبر آلية جديدة بعيدة عن إشراف المؤسسات الدولية وهو ما أدى إلى ازدياد عمليات الاستهداف للمدنيين الذين يصطفون لاستلام المواد الغذائية وأسفر حتى الآن عن استشهاد 995 فلسطينيًا وإصابة أكثر من 6 آلاف آخرين مع تسجيل 45 مفقودًا وفق بيانات المكتب الإعلامي الحكومي في غزة

هذه التطورات الدراماتيكية تضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية تاريخية وتثير تساؤلات حقيقية حول جدوى المساعي الإنسانية في ظل استمرار الحصار والقيود المفروضة على وصول الإغاثة للمدنيين ما يستدعي تدخلاً عاجلاً وفعّالًا يضمن الحماية الكاملة للمدنيين ويفرض آلية دولية مستقلة وآمنة لتوزيع المساعدات في مناطق النزاع

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى