مصر

جهود دبلوماسية مكثفة لاحتواء التصعيد في غزة والضفة الغربية

استقبل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط في لقاء رسمي بحث خلاله الطرفان آخر تطورات المشهد الميداني في الأراضي الفلسطينية المحتلة وتحديدًا في قطاع غزة والضفة الغربية وذلك في ظل تصاعد وتيرة العنف والتدهور المستمر للوضع الإنساني

اللقاء يأتي في توقيت بالغ الحساسية حيث تتواصل المواجهات العنيفة بين القوات الإسرائيلية والفصائل الفلسطينية وسط تقارير حقوقية تتحدث عن تزايد أعداد الضحايا المدنيين ونزوح آلاف العائلات من مناطق الاشتباك المباشر وقد ناقش الجانبان آفاق التهدئة وسبل إعادة تفعيل الدور العربي المشترك في دعم القضية الفلسطينية واحتواء التصعيد المتفاقم

وأكدت مصادر دبلوماسية أن المحادثات تناولت بالتفصيل التحركات المصرية القطرية المشتركة لوقف إطلاق النار وتهيئة المناخ المناسب لاستئناف المفاوضات غير المباشرة بين الفصائل الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية حيث تقوم القاهرة والدوحة منذ أسابيع بجهود متواصلة عبر القنوات الأمنية والدبلوماسية لإقناع الطرفين بقبول وقف شامل لإطلاق النار يشمل التزامات متبادلة بضبط النفس وفتح ممرات إنسانية عاجلة

وتشير التقديرات إلى أن الوضع في غزة بلغ مرحلة حرجة في ظل انهيار القطاع الصحي ونقص الإمدادات الغذائية والدوائية وهو ما أكده تقرير حديث صادر عن منظمة الصحة العالمية أشار إلى أن المستشفيات في القطاع على وشك التوقف عن العمل بشكل كامل بسبب انقطاع الكهرباء ونفاد الوقود والمستلزمات الطبية

كما أعربت عدة منظمات إغاثية عن قلقها البالغ إزاء تصاعد عمليات القصف في محيط المخيمات السكنية في شمال غزة ووسطها إضافة إلى ما وصفته بارتفاع غير مسبوق في حالات البتر والإصابات الخطرة بين الأطفال والنساء نتيجة استخدام أسلحة ذات تأثير تفجيري واسع النطاق

ومن جهة أخرى استعرض اللقاء ما وصفه الجانب المصري بمحاولات مستمرة لتجنب اتساع رقعة المواجهات لتشمل مناطق أخرى في الضفة الغربية خصوصًا في ظل التحذيرات من انفجار شعبي واسع بفعل تصاعد الاعتقالات والمداهمات الإسرائيلية في جنين ونابلس والخليل

ويرى مراقبون أن التحرك المصري العربي يكتسب أهمية إضافية كونه يهدف إلى إعادة الاعتبار للدور العربي الموحد في الدفاع عن حقوق الفلسطينيين في ظل تراجع فاعلية المجتمع الدولي أمام حجم الكارثة الإنسانية المتصاعدة على الأرض

كما تأتي هذه التحركات في وقت تواجه فيه المنطقة تحديات أمنية وجيوسياسية متداخلة تتطلب تنسيقًا دقيقًا على مستوى المواقف والآليات التنفيذية لتجنب المزيد من الانهيار في الوضع الإقليمي

ويرتبط ملف التهدئة أيضًا بمفاوضات معقدة حول إدخال مساعدات إنسانية عاجلة وتوفير ممرات آمنة للمنظمات الدولية لإغاثة السكان في غزة وسط مخاوف من تكرار سيناريوهات الحصار الطويل والانهيار الكامل للخدمات الحيوية

ويؤكد محللون أن استقرار الأوضاع في الأراضي الفلسطينية بات مشروطًا بتحقيق تقدم فعلي في مسار التهدئة وضمانات دولية تضع حدًا للتصعيد وتحافظ على فرص الحل السياسي العادل والشامل الذي تطالب به الدول العربية منذ سنوات

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى