علماء ودعاة ونشطاء يطلقون نداءات عاجلة لإنقاذ غزة من المجاعة والحصار

تتزايد الدعوات والمناشدات من علماء الشريعة ودعاة ومفكرين ونشطاء، لإنقاذ أكثر من مليوني فلسطيني مهددين بشبح المجاعة في قطاع غزة، نتيجة استمرار الحصار “الإسرائيلي” وتعطيل دخول المساعدات عبر معبر رفح، البوابة البرية الوحيدة التي تربط غزة بالعالم الخارجي عبر مصر.
رابطة علماء الشريعة: ما يجري إبادة جماعية
أدانت رابطة علماء الشريعة في دول مجلس التعاون الخليجي، في بيان رسمي، ما وصفته بـ”الظلم الجائر، والتجويع الجماعي، والإبادة المنظمة، والتدمير الممنهج لأرض الإسراء والمعراج”، معتبرة ما يحدث في غزة “وصمة عار في جبين الإنسانية”، وخرقًا فاضحًا لاتفاقية جنيف الرابعة.
ودعت الرابطة قادة وشعوب الأمة العربية والإسلامية إلى التحرك العاجل لكسر الحصار وفتح المعابر فورًا، وتفعيل مبادرات تبادل الأسرى ووقف الاعتقالات التعسفية، والضغط على الاحتلال للانسحاب إلى حدود 1967.
كما شددت على أهمية البدء الفوري في إعادة إعمار القطاع، وملاحقة مجرمي الحرب أمام المحاكم الدولية، وعقد مؤتمر طارئ للأمة العربية والإسلامية يُخصص لدعم القضية الفلسطينية ماليًا ومعنويًا.
المفتي الخليلي يناشد مصر والأردن
عبّر مفتي سلطنة عُمان، الشيخ أحمد الخليلي، عن بالغ أسفه لما وصفه بـ”المأساة المروعة” التي يمر بها قطاع غزة، بسبب الحصار الجائر المفروض عليه.
وقال الخليلي في بيان عبر منصة “إكس”: “نتابع بكل أسف مأساة غزة من الحصار الخانق الذي أدى إلى تساقط الناس جماعات ووحدانًا من الجوع، وسط صمت رهيب من الأقرباء في الدين والعروبة”.
ووجّه نداءه بشكل مباشر إلى مصر والأردن، قائلًا: “نخص بهذه المناشدة الأشقاء في جمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية: قادة وشعوبًا، للتعجيل بفتح المعابر وإغاثة المنكوبين من جيرانهم وإخوانهم في غزة”.
الهيئة العالمية لأنصار النبي: أين الإرادة السياسية؟
طالبت الهيئة العالمية لأنصار النبي، خلال مؤتمر صحفي في إسطنبول، بفتح فوري للمعابر، مؤكدة أن المواد الغذائية الموجودة حاليًا في مدينة العريش المصرية “تكفي لإطعام غزة لثلاثة أشهر”، بحسب إفادة “أونروا”.
وانتقدت الهيئة الموقف العربي الرسمي، ودعت القبائل والعشائر في دول الجوار إلى التحرك الفوري، معلنة استعداد علمائها لتصدر الصفوف نصرة لغزة وتلبية لنداء المقاومة.
باحثون: تجويع غزة جريمة وعار سياسي
قال الباحث المصري أحمد مولانا إن تجويع غزة هو “جريمة” يتحمل مسؤوليتها الاحتلال والدول المطبعة، وفي مقدمتها مصر، مضيفًا: “ما يحدث هو عار في تاريخ مصر والمصريين”.
أما الكاتب السياسي سعيد الحاج، فأكد أن فشل إدخال المساعدات ليس عجزًا، بل “غياب إرادة سياسية”، واقترح أن ترسل كل دولة عربية وفدًا رسميًا يرافق شاحنات الإغاثة إلى معبر رفح، مضيفًا أن “أي تحرك جماعي سيكون كفيلًا بكسر الحصار، أو على الأقل كشف المواقف الحقيقية”.
أونروا: لدينا طعام لغزة لكنه محتجز
أكدت وكالة “أونروا”، في منشور لها على منصة “إكس”، أن لديها مخزونًا غذائيًا يكفي لإطعام سكان غزة لمدة ثلاثة أشهر، لكنه لا يزال محتجزًا في العريش، بانتظار التصاريح اللازمة.
حصار وإبادة جماعية متواصلة
منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تواصل إسرائيل، بدعم أمريكي مطلق، تنفيذ حرب إبادة جماعية في قطاع غزة، تشمل القتل والتجويع والتهجير والتدمير، متجاهلة أوامر محكمة العدل الدولية.
وأسفر هذا العدوان عن أكثر من 199 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى ما يزيد عن 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح عدد كبير من الفلسطينيين، وسط دمار شامل طال معظم أرجاء القطاع.