إغلاق وشيك لميناء إيلات يهدد الأمن الاقتصادي الإسرائيلي في ظل هجمات البحر الأحمر

يواجه ميناء إيلات في أقصى جنوب إسرائيل خطر الإغلاق الكامل خلال أيام بعد أزمة اقتصادية حادة تفاقمت بفعل التوترات الأمنية في البحر الأحمر وتراجع الدعم الحكومي ما يمثل تطورًا خطيرًا في البنية التحتية الاستراتيجية للدولة بحسب ما كشفه تقرير لصحيفة كالكاليست الاقتصادية الإسرائيلية
وذكرت الصحيفة أن الميناء الذي تشغله شركة نقاش إخوان سجل تراجعًا حادًا في الإيرادات بنسبة تجاوزت 80 بالمئة خلال عام 2024 مقارنة بالعام السابق وهو ما أفضى إلى أزمة مالية خانقة تهدد بإنهاء وجود الميناء تمامًا بعد أشهر من التوقف الفعلي عن العمل منذ نوفمبر 2023 نتيجة المخاطر الأمنية المتعلقة بالمرور في مضيق باب المندب الذي تسيطر عليه جماعة الحوثيين في اليمن
وأفادت كالكاليست أن بلدية إيلات فرضت حجزًا على الحسابات البنكية التابعة للميناء بعد تراكم ديون بملايين الشواكل وسط فشل الشركة المشغلة في سداد ضريبة الأملاك لعدة أشهر ما زاد من تعقيد الوضع المالي وتسبب في عرقلة أي محاولات لإنقاذ المنشأة الحيوية
وتؤكد الصحيفة أن الحكومة الإسرائيلية تتعامل مع الميناء باعتباره شركة خاصة قابلة للتخلي عنها رغم تصنيفه كمرفق وطني إستراتيجي وهو ما دفع إدارة الميناء إلى توجيه اتهامات مباشرة للسلطات بالتقصير والتجاهل وعدم التحرك الجاد لحمايته رغم التحذيرات المتكررة من تداعيات الإغلاق على الأمن القومي
وأوضحت كالكاليست أن نحو 50 بالمئة من إيرادات الميناء تعتمد على تفريغ السيارات المستوردة وخاصة من دول آسيا حيث تم تفريغ حوالي 150 ألف سيارة خلال عام 2023 ومع ذلك لم تتلقَ إدارة الميناء سوى دعم محدود من الحكومة بلغ 15 مليون شيكل فقط تم تخصيصه لتسوية ديون سابقة وليس لدعم استمرارية التشغيل
كما نقلت الصحيفة عن الهيئة الوطنية للطوارئ تحذيرها من أن توقف نشاط الميناء سيؤدي إلى تعطيل الزوارق التابعة للبحرية الإسرائيلية في البحر الأحمر إضافة إلى تجميد عمليات الدعم الفني لخط أنابيب أوروبا آسيا الذي ينقل النفط الخام من إيلات إلى أشكلون وهو ما يشكل ضربة مباشرة للبنية التحتية الحيوية لنقل الطاقة
وتقول كالكاليست إن وزارة النقل ومكتب الأمن القومي وسلطة الموانئ الإسرائيلية تم إبلاغهم بتفاصيل الأزمة وإمكانية الإغلاق خلال الأسبوع الجاري في محاولة للضغط لوقف هذا المسار التصاعدي الذي وصفته الصحيفة بأنه يمثّل نصرًا واضحًا للحوثيين دون أن يطلقوا رصاصة واحدة على إسرائيل
كما أشارت الصحيفة إلى أن خسائر قطاع البوتاس الذي يُنقل من البحر الميت عبر ميناء إيلات ستكون جسيمة بعد نقل التصدير إلى ميناء أسدود مما قد يؤدي إلى تراجع الكفاءة واستدامة العمل في المدى البعيد
وختمت كالكاليست تقريرها بالتحذير من أن الدولة الإسرائيلية تتخلى عن أحد أهم منافذها البحرية في الجنوب تحت ضغط الأزمات الأمنية والاقتصادية مما يجعل الميناء هدفًا سهلًا لتعطيل استراتيجي من قبل الحوثيين ويعمق الفجوة بين البنية التحتية الحيوية والقرارات الحكومية المركزية في زمن يتطلب استجابة سريعة ومدروسة لحماية الأصول الوطنية