دعوات إسرائيلية لفرض السيطرة الكاملة على الضفة تشعل التوترات الإقليمية

في تطور يعكس تصعيدًا واضحًا في لهجة الخطاب السياسي الإسرائيلي دعا وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين إلى ضرورة فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية بشكل كامل معتبرًا أن اللحظة الراهنة تشكل فرصة استراتيجية لتحقيق هذا الهدف وسط تغيرات إقليمية ودولية يرى أنها تصب في صالح بلاده
هذه التصريحات التي جاءت من عضو في المجلس الوزاري المصغر أثارت موجة من التفاعل داخل إسرائيل وخارجها حيث ربط مراقبون هذه الدعوات بتطورات متسارعة على الساحة السياسية والأمنية في المنطقة وخصوصًا مع استمرار التصعيد العسكري في غزة والتوترات في شمال الضفة وتصاعد التحركات الفلسطينية في المحافل الدولية
ويعتبر الحديث عن فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية مسألة شديدة الحساسية لما تحمله من تداعيات قانونية وسياسية دولية إذ تعتبر غالبية دول العالم أن الضفة الغربية أرض محتلة منذ عام 1967 وأن أي محاولة لضمها أو فرض قوانين إسرائيلية عليها تعد انتهاكًا للقانون الدولي وللقرارات الأممية ذات الصلة
من جهة أخرى يرى محللون أن توقيت هذه التصريحات ليس بريئًا إذ يأتي في ظل اضطرابات داخلية إسرائيلية بسبب الانقسامات السياسية الحادة حول إدارة الحرب في غزة والمأزق الأمني المتصاعد وكذلك تراجع شعبية الحكومة ما يدفع بعض الوزراء إلى طرح أجندات أكثر تطرفًا لاستقطاب التيارات اليمينية والضغط من أجل تنفيذ سياسات تم تأجيلها سابقًا بسبب الحسابات الدولية
وبينما تتصاعد هذه الدعوات أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن الأوضاع في الضفة الغربية تشهد تدهورًا خطيرًا من حيث الأمان والمعيشة وأكد تقرير صادر عن منظمة هيومن رايتس ووتش أن المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية تشهد توسعًا غير مسبوق وسط صمت حكومي وتواطؤ مباشر في بعض الحالات مما يفاقم من معاناة السكان الفلسطينيين ويزيد من احتمالات وقوع موجات عنف جديدة
في هذا السياق يُنظر إلى تصريحات كوهين على أنها مؤشر جديد على توجه حكومي لتغيير قواعد اللعبة في الضفة لا سيما في ظل ضعف ردود الأفعال الدولية والتراخي الأمريكي في كبح التحركات الأحادية لإسرائيل خصوصًا في المرحلة التي تسبق الانتخابات الأمريكية المقبلة
ومع غياب أفق سياسي واضح وغياب أي عملية تفاوضية حقيقية فإن فرض السيادة على الضفة الغربية في هذا التوقيت قد يشكل بداية لمرحلة جديدة من الصراع المفتوح الأمر الذي يحذر منه الكثير من الخبراء الاستراتيجيين في المنطقة والذين يشيرون إلى أن هذه الخطوات قد تؤدي إلى تفجير الأوضاع ليس فقط في الضفة بل في عموم الأراضي الفلسطينية وربما في الجوار الإقليمي أيضًا
تظل السيناريوهات مفتوحة في ظل تصاعد هذا الخطاب السياسي الإسرائيلي المتشدد وسط مؤشرات تنذر بتغييرات جذرية في خريطة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على المدى القريب