منوعات

سفينة رمزية تنطلق من إيطاليا في مهمة إنسانية نحو غزة المحاصرة

في خطوة رمزية تلفت الأنظار إلى معاناة المدنيين في قطاع غزة أبحرت سفينة تحمل اسم شخصية كاريكاتورية شهيرة من سواحل مدينة غاليبولي الإيطالية متجهة إلى المياه الدولية في طريقها نحو غزة التي تعاني حصارًا إسرائيليًا خانقًا منذ سنوات السفينة لا تستهدف الوصول إلى ميناء معين بقدر ما تهدف إلى إيصال رسالة واضحة للمجتمع الدولي مفادها أن الصمت لم يعد مقبولًا وأن الحصار المفروض على أكثر من مليوني فلسطيني لا يمكن أن يستمر دون مواجهة رمزية تتحدى هذا الواقع القاسي

الرحلة التي حملت معها مساعدات إنسانية ورمزية كبيرة جاءت بدافع إنساني لدعم الأطفال الذين يعيشون تحت القصف والحصار في القطاع المحاصر وتسعى لإيصال رسائل أمل وتضامن لأطفال غزة الذين يعيشون ظروفًا إنسانية كارثية وفق تقارير منظمات أممية من بينها تقارير متكررة صادرة عن منظمة الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا” والتي تشير إلى أن الأوضاع في القطاع تزداد سوءًا مع مرور الوقت بفعل القيود الإسرائيلية المستمرة على حركة الأشخاص والبضائع والانهيار الحاد في البنى التحتية والخدمات الأساسية

التحرك الذي تقوده السفينة لم يخلُ من العراقيل حيث أفاد المنظمون بأنهم واجهوا محاولات متعمدة لإعاقة انطلاق السفينة فقد تم رصد شبهة محاولة تخريب فني بعد الاشتباه بوجود حبل ملتف على مراوح الدفع وهو ما كان سيؤدي إلى تعطل المحرك بشكل كامل كما تم اكتشاف محاولة أخرى لإضافة مواد كيميائية إلى المياه المخصصة للاستخدام الشخصي على متن السفينة الأمر الذي اعتُبر تهديدًا مباشرًا لأمن الطاقم وأمان الرحلة

ورغم تلك التحديات انطلقت السفينة أخيرًا نحو وجهتها الرمزية وسط دعم شعبي ورسمي في مدينة الانطلاق ورافقتها ثلاثة قوارب صغيرة خلال الساعات الأولى من الإبحار تعبيرًا عن التضامن الشعبي مع الرسالة التي تحملها هذه المهمة الإنسانية التي ترفع شعار كسر الحصار وتحدي الصمت الدولي

ويشير القائمون على هذا التحرك إلى أن هذه الرحلة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة إذ جرى الإعلان عن تحضيرات لإطلاق سفينة جديدة خلال أسابيع قليلة ستكون مخصصة بالكامل للنساء وتشارك فيها ناشطات من مختلف الجنسيات في محاولة لتوسيع دائرة المشاركة والتضامن مع سكان القطاع المحاصر الذين يعيشون في ظروف توصف بأنها الأسوأ منذ بداية الحصار

ومع أن الوصول إلى غزة يبقى هدفًا محفوفًا بالمخاطر في ظل التهديد المستمر من جانب البحرية الإسرائيلية إلا أن المنظمين يعبرون عن إصرارهم على المضي قدمًا برسالتهم الإنسانية والسياسية ويؤكدون أن كل رحلة هي بمثابة تذكير للعالم بأن غزة لا تزال حاضرة على الخريطة وأن لأطفالها حق الحياة والكرامة

تأتي هذه الخطوة في سياق التحركات الدولية التي تحاول الضغط لفتح الممرات الإنسانية نحو القطاع خاصة بعد موجات متكررة من التصعيد العسكري الذي أودى بحياة آلاف المدنيين في السنوات الأخيرة كما أنها تندرج ضمن نشاطات أوسع تقودها منظمات دولية ومجتمعية تطالب بإنهاء الحصار وفتح الأفق أمام السكان للحصول على أبسط حقوقهم في التعليم والصحة والحياة الكريمة

إن سفينة تحمل اسم رمز النضال الصامت الذي خطّه رسام فلسطيني باتت اليوم وسيلة احتجاج بحرية تلفت انتباه العالم إلى واقع غزة البائس وتعيد طرح سؤال أخلاقي على طاولة صناع القرار الدوليين هل ستبقى غزة محاصرة إلى الأبد أم أن موجة رمزية كهذه قد تكون شرارة تغيير حقيقي تنقل معاناة المحاصرين إلى ضمير العالم

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى