مصر تؤكد أولوية نهر النيل في مباحثاتها مع القيادة الأمريكية

أكدت مصر مجددًا أن قضية نهر النيل تمثل محورًا استراتيجيًا رئيسيًا في سياساتها الإقليمية والأمنية حيث شدد الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال لقائه مع قائد القيادة المركزية الأمريكية مايكل كوريلا على أن الأمن المائي لمصر يرتبط ارتباطًا مباشرًا بالأمن القومي للبلاد الأمر الذي يعكس تصعيدًا دبلوماسيًا واضحًا في إطار التحركات المصرية للتعامل مع تداعيات ملف سد النهضة الإثيوبي
الاجتماع الذي عقد في القاهرة جاء في توقيت حرج تشهده المنطقة حيث تتزايد التوترات المرتبطة بمصادر المياه العابرة للحدود ويعكس اللقاء الاهتمام المصري العميق بحشد الدعم الدولي لضمان التوازن في إدارة موارد نهر النيل الذي تعتمد عليه مصر بنسبة تفوق 90 بالمئة من احتياجاتها المائية
القاهرة ترى أن التطورات المتعلقة بالسد الإثيوبي قد تؤدي إلى تغيرات جيوسياسية خطيرة إذا لم تتم معالجتها وفق قواعد القانون الدولي التي تنظم حقوق الدول المتشاطئة وبالرغم من الجولات التفاوضية التي استمرت لسنوات دون تحقيق اتفاق ملزم فإن الموقف المصري لم يتغير من حيث التأكيد على أن المساس بحصة مصر التاريخية من مياه النيل غير مقبول بأي حال من الأحوال
وفي هذا السياق أكد تقرير صدر عن منظمة الأنهار الدولية أن نهر النيل أصبح من أبرز نقاط التوتر في القارة الإفريقية وأن استمرار الخلاف بين مصر والسودان من جهة وإثيوبيا من جهة أخرى بشأن قواعد الملء والتشغيل قد يؤدي إلى صدام سياسي وربما أمني إذا لم يتم التوصل إلى حل دائم وعادل
المحادثات بين القاهرة والقيادة المركزية الأمريكية تناولت أيضًا الأوضاع الإقليمية الأوسع بما في ذلك الأزمات الأمنية الممتدة في منطقة القرن الإفريقي وتأثيرها المباشر على استقرار حوض النيل وقد أشارت مصادر مطلعة إلى أن الجانب المصري استعرض رؤيته للتعامل مع تلك الأزمات عبر تعزيز الشراكات العسكرية والدبلوماسية لمواجهة أي تهديدات قد تطرأ على الحدود أو تمس مصالح مصر الاستراتيجية
وتولي القاهرة أهمية قصوى لتعزيز علاقاتها مع الولايات المتحدة خاصة في الملفات الأمنية والمائية وقد جاء اللقاء الأخير ليعكس استمرار الحوار الاستراتيجي بين البلدين في ظل التحديات المتزايدة التي تفرضها التحولات الإقليمية المتسارعة
في المقابل لم تصدر تصريحات أمريكية رسمية توضح تفاصيل الموقف من أزمة النيل إلا أن مراقبين يرون أن زيارة مايكل كوريلا تمثل مؤشرا على رغبة واشنطن في الحفاظ على استقرار المنطقة ومنع تصاعد التوتر بين الدول المتنازعة على الموارد المائية
يذكر أن مصر كانت قد قدمت عدة مقترحات فنية وقانونية تهدف إلى الوصول إلى اتفاق شامل يراعي مصالح جميع الأطراف إلا أن المفاوضات لم تصل إلى نتائج ملموسة وسط تمسك أديس أبابا بالمضي قدمًا في خططها الأحادية
وتبقى قضية نهر النيل إحدى أبرز القضايا التي تحدد مستقبل الأمن القومي المصري في ظل التغيرات المناخية والنمو السكاني والضغوط الاقتصادية التي تجعل من كل قطرة ماء مسألة مصير لا تحتمل المساومة