اجتماع طارئ بالجامعة العربية لبحث الكارثة الإنسانية في قطاع غزة

عقد مجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين اجتماعًا طارئًا في مقر الأمانة العامة اليوم الثلاثاء في تحرك عاجل يعكس تصاعد القلق العربي إزاء التدهور المتسارع في الأوضاع الإنسانية داخل قطاع غزة في ظل استمرار العدوان العسكري وتفاقم المعاناة اليومية للسكان المدنيين وسط انهيار شبه كامل للبنى التحتية الصحية والخدمية وتدهور الأوضاع المعيشية بشكل غير مسبوق
يأتي الاجتماع ضمن سلسلة تحركات عربية مكثفة تستهدف الدفع باتجاه تحرك دولي فاعل لوقف العمليات العسكرية الجارية وضمان دخول المساعدات الإنسانية دون قيود حيث تشير المعطيات الميدانية إلى تصاعد معدلات الجوع وانتشار الأمراض في ظل النقص الحاد في الغذاء والدواء والمياه الصالحة للشرب إضافة إلى غياب الخدمات الأساسية وحرمان آلاف العائلات من المأوى بعد تدمير مناطق سكنية واسعة في شمال وجنوب القطاع
وتعكس هذه الخطوة من جامعة الدول العربية تزايد إدراك الأطراف الإقليمية لحجم التحديات الإنسانية التي يواجهها سكان غزة في ظل استمرار الحصار وتقييد حركة الإغاثة الأمر الذي يفاقم الأزمة ويعرض حياة مئات الآلاف للخطر في وقت تتواصل فيه التحذيرات الدولية من وقوع كارثة إنسانية شاملة ما لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة لتأمين المساعدات ووقف التصعيد
وشدد المندوبون خلال الاجتماع على ضرورة التحرك السياسي الجماعي وتكثيف الضغوط الدبلوماسية من أجل كسر الجمود الدولي الذي يعرقل التوصل إلى تهدئة دائمة تتيح توفير الحماية للمدنيين وتضمن وصول الإمدادات الإغاثية العاجلة إلى جميع مناطق القطاع دون استثناء كما أكدوا على أهمية توثيق الانتهاكات المرتكبة ضد المدنيين ومحاسبة مرتكبيها وفقًا للقانون الدولي الإنساني
ويأتي هذا الاجتماع في وقت تتزايد فيه الأصوات المطالبة بتفعيل دور عربي أكثر تأثيرًا في إدارة الأزمة من خلال التنسيق مع الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الإقليمية والدولية إلى جانب مواصلة الجهود في مجلس الأمن والجمعية العامة لضمان اتخاذ مواقف عملية تضع حدًا للكارثة المتفاقمة في غزة
وتبرز الدعوة للاجتماع كخطوة تحمل أبعادًا سياسية وإنسانية في آن واحد إذ تعكس حالة التوافق العربي المتصاعد حول أولوية الملف الفلسطيني وتحديدًا قضية غزة التي تشهد واحدة من أسوأ الأزمات في تاريخها المعاصر في ظل تصاعد حجم الدمار واتساع رقعة النزوح وغياب أي أفق لوقف إطلاق النار في المدى القريب
ويُتوقع أن تعقُب هذا الاجتماع سلسلة من اللقاءات التنسيقية بين الدول العربية لتنسيق المواقف قبيل عرض الملف في المنصات الدولية بهدف بلورة آلية عربية جماعية تتيح التحرك بفعالية في اتجاه وقف الحرب وإغاثة المتضررين ودعم الجهود السياسية الرامية إلى إعادة إعمار غزة واستئناف مسار الحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية