رياضة

تورط لاعبين بالدوري الأسترالي في مخطط مراهنات مقابل بطاقات صفراء مدفوعة

أشعلت وقائع مدوية واحدة من أخطر الفضائح الكروية في تاريخ الدوري الأسترالي “A-League”، بعد أن اعترف لاعبان بتلقي مبالغ مالية مقابل الحصول على بطاقات صفراء عمدًا داخل أرض الملعب، تنفيذًا لأوامر شبكة تلاعب دولية في نتائج المباريات عبر الرهانات غير المشروعة.

أوضح اللاعب كيارن باكوس (33 عامًا) وزميله كلاتون لويس (27 عامًا) أمام المحكمة في سيدني، أنهما قاما بتعمد الحصول على بطاقات إنذارية خلال مباريات خاضاها مع فريق “ماكآرثر إف سي”، مقابل ما لا يقل عن 10,000 دولار أسترالي لكل بطاقة، تم تنسيقها مسبقًا كجزء من مخطط قذر تم تحريكه من داخل غرفة الملابس وليس من خارجها، بإيعاز من القائد السابق للفريق أوليسيس دافيلا (33 عامًا) الذي لعب دور الوسيط بين اللاعبين وشبكة المراهنات الدولية.

أشار ممثلو الادعاء إلى أن تلك المخالفة المتعمدة لم تكن مجرد لحظة تهور أو تصرف فردي، بل عملية ممنهجة جرت بين نوفمبر 2023 ومايو 2024، وشهدت محاولات فعلية للتلاعب بنتائج 4 مباريات على الأقل، منها مواجهات ضد فريقي Melbourne Victory وSydney FC. وقدّرت قيمة الأرباح التي حققتها تلك الرهانات القذرة بما يفوق 250,000 دولار، فيما لم يتم تحديد حجم الأموال التي دُفعت فعليًا لباقي المتورطين.

أكدت التحقيقات أن باكوس ولويس وافقا على المخطط بعد تلقي تعليمات مباشرة عبر رسائل مشفّرة من دافيلا، منها رسائل عبر واتساب حملت عبارات مكشوفة مثل: “لو حد سأل، قول له دي فلوس عربية”، في محاولة ساذجة للتغطية على مصدر الأموال، حيث حاولوا التمويه بأن المبالغ المحوّلة كانت لغرض شراء سيارة وليس رشى رياضية.

أعلنت المحكمة الأسترالية أن اللاعبين قد يواجهون أحكامًا بالسجن تصل إلى 10 سنوات، بعدما خضعوا لجلسة اعتراف رسمي ضمن صفقة قانونية لتقليل عدد التهم الموجهة إليهم، فيما لا يزال دافيلا يواجه تسع تهم كاملة تتعلق بالتآمر وقيادة شبكة تلاعب تتعاون مع جهات خارجية. وقد جرى إيقاف الثلاثي فورًا عن اللعب، وتم فسخ عقد دافيلا بالكامل، بينما لم يُعلن حتى الآن مصير لويس داخل النادي.

لفتت التحقيقات إلى أن الجريمة لم تكن وليدة يوم أو نية عابرة، بل مخطط مكتمل الأركان تقف خلفه جماعة إجرامية من أمريكا الجنوبية، اخترقت المجال الرياضي الأسترالي للسيطرة على نتائج محددة عبر بطاقات صفراء محسوبة بدقة، في واحدة من أقذر طرق التلاعب التي تُمتهن داخل الملاعب النظيفة.

زعم المحققون أن ما تم كشفه ما هو إلا رأس جبل الجليد، وأن القضية أكبر مما ظهر حتى الآن، وتحتاج إلى تتبع حركة الأموال العابرة للحدود وتحليل أنماط الرهانات المفخخة، التي أثّرت على نزاهة المنافسة ومصداقية اللعبة أمام الجماهير، التي لم تكن تعلم أن كل بطاقة صفراء في الملعب كانت تُكتب على أوراق المراهنات قبل أن تُشهرها يد الحكم.

استدركت الرابطة الأسترالية لكرة القدم الأمر بشكل عاجل، لتؤكد أن النظام الجديد للمراقبة سيُطبق بأثر رجعي، وأن أي لاعب يثبت ضلوعه ولو برسالة واحدة في هذا التلاعب، لن يجد له مكانًا بعد اليوم في الملاعب، ولن يُسمح له بممارسة أي نشاط رياضي داخل البلاد.

بهذه الفضيحة، لم تعد البطاقات الصفراء مجرد إنذارات، بل علامات خيانة تم بيعها في سوق سوداء تحوّلت فيها الرياضة إلى سلعة، واللاعب إلى وسيط، والمباراة إلى وسيلة نهب علني.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى