الموت في صمت .. فتاة تلقى حتفها اختناقًا داخل حمام منزلها في 15 مايو

في لحظة هادئة كانت الحياة تمضي كعادتها في أحد أحياء مدينة 15 مايو بالقاهرة، لم يكن يدور في خُلد أحد أن هذا اليوم سيحمل خبرًا مأساويًا تُغلفه الصدمة وتُغلف تفاصيله الدموع والأسى.
كانت هي فتاةً في ريعان شبابها، تتهيأ ليوم جديد كبقية أيام العمر، دخلت إلى حمام شقتها الصغيرة للاستحمام، ربما كانت تخطط لما ستفعله لاحقًا، أو تُفكر في غدٍ لم يأتها أبدًا .. ولكن بينما كان بخار الماء يملأ المكان، كان الموت يزحف في صمتٍ قاتل.
انفاسها الأخيرة .. بلا صراخ، بلا وداع
دقائق مرت، ربما كانت تكفي لتغيير قدرها، لكن تسربًا غازيًا خفيًا بدأ في إطلاق سُمه القاتل داخل الحمام، ملأ المكان بثاني أكسيد الكربون دون أن يُطلق صوتًا، دون رائحة تُنذر بالخطر. لم تدرك الضحية ما يحدث إلا بعدما بدأ صدرها يضيق، وبدأت أنفاسها تختنق واحدة تلو الأخرى، حتى خمد الجسد وسكن، وغابت الحياة.
البلاغ الذي كسر الهدوء
لم تمضِ ساعات قليلة حتى اخترق الصمت صوت بلاغ ورد إلى غرفة عمليات النجدة، من أحد الجيران، يفيد بانبعاث رائحة غاز قوية، وسقوط فتاة داخل شقتها فاقدة للوعي.
استجابت قوات الحماية المدنية بسرعة، وانتقلت سيارات الإسعاف والمباحث إلى الموقع الكائن في إحدى عمارات حي 15 مايو، ليكتشفوا الحقيقة المفجعة: فتاة شابة لفظت أنفاسها الأخيرة إثر اختناق ناتج عن تسرب غاز أثناء الاستحمام.
تحرك عاجل وإغلاق مصدر الخطر
في موقع الحادث، باشرت فرق الإنقاذ والشرطة أعمالها، وتم التنسيق مع مسؤولي شركة الغاز الطبيعي لإغلاق مصدر التسرب فورًا، وتأمين العقار بالكامل لمنع تكرار الكارثة. كما تم نقل الجثمان إلى المستشفى تمهيدًا لتوقيع الكشف الطبي الشرعي والتأكد من ملابسات الوفاة.
التحقيقات جارية .. والقلوب مثقلة بالحزن
فيما فتحت النيابة العامة تحقيقاتها الموسعة للوقوف على ملابسات الواقعة، بدأ رجال المباحث الاستماع لأقوال الجيران وشهود العيان، في محاولة لتجميع خيوط القصة وتحديد إذا ما كانت هناك شبهة جنائية، أم أن الأمر محض حادث عرضي مؤلم.
وقد أكدت المعاينة المبدئية أن الحادث ناتج عن تسرب غير مرئي للغاز داخل الشقة أثناء الاستحمام، وهو ما أدى إلى وفاة الفتاة اختناقًا دون تدخل خارجي.
رحلت في صمت .. وتركت خلفها وجعًا لا يُوصف
هكذا، أسدل الستار على قصة حزينة من قصص الموت الصامت. فتاة لم يكن لها ذنب سوى أنها كانت في المكان والزمان الخطأ، ضحية لخطأ بسيط في نظام الغاز، لكنه كلفها حياتها.