علماء العراق يناشدون الأزهر لفتح معبر رفح وإنقاذ سكان غزة المحاصرين

في تطور لافت يعكس حجم القلق المتزايد في الأوساط الدينية تجاه الأوضاع الكارثية في قطاع غزة أطلق خطيب جامع الإمام الأعظم في العراق أحمد حسن الطه نداءً شديد اللهجة طالب فيه شيخ الأزهر أحمد الطيب بالتحرك العاجل لفتح معبر رفح وتمكين دخول المساعدات الإنسانية إلى أهالي غزة الذين يعيشون تحت حصار خانق أدى إلى كارثة إنسانية متفاقمة
النداء الذي جاء بمشاركة عدد كبير من علماء الدين في العراق يعكس تحركًا واسعًا داخل المؤسستين الدينية والشعبية في العالم العربي والإسلامي حيث أكد الطه في تصريحاته أن ما يحدث في غزة لم يعد يحتمل التأجيل وأن واجب المسلمين وخاصة المؤسسات الدينية الكبرى مثل الأزهر الشريف يفرض التدخل الفوري لرفع الحصار وتقديم الإغاثة العاجلة للمدنيين
أشار الطه إلى أن آلاف العائلات تعيش تحت وطأة الجوع والمرض نتيجة الحصار المفروض على القطاع منذ أشهر وأن صور المعاناة اليومية لأبناء غزة تجاوزت حدود الصمت ولم تعد مقبولة بأي مبرر ديني أو إنساني مضيفًا أن مسؤولية الأمة الإسلامية لا تقتصر على الدعاء بل تقتضي أفعالًا ملموسة لإنقاذ الأرواح ورفع الظلم
وقد شدد العلماء الذين دعموا هذا النداء على أن فتح معبر رفح لا يمثل مجرد خطوة إنسانية بل هو واجب شرعي وأخلاقي يستند إلى مبادئ الشريعة التي تحث على نصرة المظلوم وإغاثة المحتاج وأكدوا أن التحرك المصري تحديدًا يحمل أهمية استراتيجية نظرًا لموقع مصر الجغرافي والسياسي الذي يجعلها بوابة الإنقاذ الأساسية لغزة
يأتي هذا النداء في وقت تتصاعد فيه التحذيرات من كارثة إنسانية شاملة في غزة حيث تشير تقارير ميدانية إلى نفاد المواد الغذائية والأدوية الأساسية وانهيار البنية التحتية الصحية وسط انقطاع الكهرباء وشح المياه مما يجعل الوضع قابلًا للانفجار في أي لحظة
ويرى مراقبون أن مطالبة العلماء بفتح معبر رفح تحمل رسائل سياسية وروحية في آن معًا فهي تضغط على صناع القرار لإعادة النظر في سياسات الحصار كما تسعى لإحياء دور المؤسسات الدينية كجهات مؤثرة في القضايا المصيرية للأمة
كما يعكس هذا التحرك تزايد الإدراك الجماعي داخل الشارع الإسلامي بأن استمرار الأزمة دون تدخل فعلي يهدد وحدة الصف الإسلامي ويعمق الانقسام بين الشعوب وحكوماتها خاصة في ظل التباين الواضح في المواقف الرسمية تجاه ما يجري في غزة
ويأمل القائمون على هذه الدعوة أن تلقى صدى لدى الأزهر الشريف الذي يعتبر مرجعية دينية كبرى للعالم الإسلامي وأن يترجم هذا الصدى إلى خطوات عملية تبدأ بفتح معبر رفح وتوفير ممرات آمنة لإيصال الغذاء والدواء لسكان القطاع المحاصر
ويظل التساؤل مطروحًا حول مدى استجابة الدول والمؤسسات الإسلامية لهذا النداء وما إذا كان سيشكل نقطة تحول في مسار التعاطي مع معاناة غزة أو يظل مجرد نداء أخلاقي في زمن التجاهل والصمت