الأمم المتحدة تحذر من كارثة إنسانية تهدد أطفال غزة بسبب المجاعة

تشهد غزة أوضاعًا إنسانية مأساوية غير مسبوقة في ظل تفاقم أزمة الغذاء وحرمان المدنيين من أبسط مقومات البقاء وعلى رأسهم الأطفال الذين باتوا يواجهون خطر الموت جوعًا في ظل انعدام الأمن الغذائي الكامل وانهيار سلاسل الإمداد الأساسية
تقارير صادرة عن منظمات دولية رسمية أفادت أن أعدادًا متزايدة من الأطفال في قطاع غزة يعانون من الهزال الحاد وهو شكل خطير من سوء التغذية يضع حياة الطفل في خطر داهم وتؤكد المعطيات الميدانية أن بعض الأطفال يفارقون الحياة قبل وصول أي نوع من المساعدات إليهم وسط ظروف حصار مشددة تمنع وصول الغذاء والماء والرعاية الصحية بشكل منتظم
وقد صعّدت سلطات الاحتلال من ممارساتها الميدانية تجاه المدنيين الذين يحاولون الوصول إلى مناطق توزيع المساعدات حيث يتم استهدافهم بإطلاق النار بشكل مباشر وهو ما وثقته فرق مراقبة تابعة للأمم المتحدة على الأرض ما يشير إلى سياسة ممنهجة لتجويع السكان وعرقلة أي مسعى إنساني لنجدة المتضررين
وفي ظل استمرار النزاع وانعدام أفق التهدئة تعاني البنية التحتية في القطاع من دمار شبه كلي وهو ما فاقم من تعقيد إيصال الإمدادات الغذائية إذ تواجه الشاحنات المحملة بالمواد الإنسانية عراقيل كثيرة تبدأ من عدم منح تصاريح المرور مرورًا بالاستهداف المتكرر للنقاط اللوجستية الحيوية وصولًا إلى تقييد عمل الجهات الإغاثية الفاعلة
الأمم المتحدة شددت في بياناتها الأخيرة على أن استخدام التجويع كأسلوب من أساليب الحرب يعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني ودعت جميع الأطراف إلى الالتزام الفوري بتأمين الممرات الإنسانية وضمان تدفق الغذاء والدواء دون عوائق إلى السكان المحاصرين مع التركيز على الأطفال باعتبارهم الفئة الأضعف والأكثر تضررًا في هذا النزاع
ويؤكد خبراء في الأزمات الإنسانية أن المؤشرات الراهنة تشير إلى بداية كارثة غذائية جماعية إذا لم يتم التدخل العاجل مشيرين إلى أن معدلات الإصابة بسوء التغذية الحاد ارتفعت بشكل لافت خلال الأسابيع الماضية وخاصة في شمال القطاع حيث البنية الصحية مدمرة بشكل شبه كامل ولا تتوافر أي مقومات للعلاج أو الوقاية
في ظل هذه التطورات تتصاعد الدعوات الدولية لفتح ممرات آمنة ومستقرة لإيصال المساعدات إلى جميع المناطق المتضررة دون استثناء وإيقاف فوري لأي ممارسات تعرقل وصول الغذاء والماء إلى المدنيين خصوصًا الأطفال الذين أصبحوا في مواجهة مباشرة مع الموت اليومي بسبب الجوع والمرض والنزوح
وتبقى الكارثة الإنسانية في غزة عنوانًا صارخًا لفشل المجتمع الدولي في حماية المدنيين في النزاعات المسلحة ما يحتم تحركًا عاجلًا يتجاوز الإدانات اللفظية نحو خطوات عملية تضمن إنقاذ ما يمكن إنقاذه من جيل بات يواجه الإبادة بصمت