
سقوط ادعاء التقدّم والحضارة
بقلم إنسان لا يزال يؤمن أن الحضارة تبدأ من كرامة الإنسان… لا من تطوّر الآلة.
في زمنٍ نتباهى فيه بالذكاء الاصطناعي، ونباهي العالم بثورات التكنولوجيا والمعلومات، تُحاصر شعوب وتُجوّع وتُباد، على مرأى ومسمع من العالم.
إنه جريمة ضد الإنسانية.
وحين يتم بشكل ممنهج، وبمباركة صمت العالم، فإنه يصبح إعلانًا صريحًا عن سقوط الحضارة المدّعاة.
ما قيمة كل هذا التقدّم، إن لم يحفظ كرامة الإنسان؟
أيّ “عصر تنوير” هذا الذي يشهد فظائع لم تعرفها حتى عصور الظلام أو مجتمعات الغاب؟
نملك تقنيات خارقة، ونتحدث عن أخلاقيات الذكاء الصناعي… بينما نفشل في أبسط امتحان أخلاقي: إنقاذ الجائع، ورفع الحصار عن المدني، وإدانة القتل بغير حق و جرائم التطهير العرقي الممنهجة!
إننا أمام لحظة حاسمة…
هل لا تزال الإنسانية تملك قلبًا ينبض؟
أم أن التقدّم قد أبكم الضمير، وسحق الروح تحت عجلات المصالح و الفساد و الطغيان؟
هل يمكن أن نسمّي هذا العالم “متحضرًا”؟
وأين تبدأ الحضارة حقًا؟