حزب النور يؤكد استمرار مشاركته السياسية لخدمة المواطن وتحقيق المسؤولية الدينية

في تطور يعكس إصرارًا واضحًا على التفاعل مع الواقع السياسي والاجتماعي في البلاد أكد محمد إبراهيم منصور رئيس حزب النور أن الحزب لا يزال ملتزمًا بمساره داخل الحياة السياسية انطلاقًا من رؤية تعتبر العمل العام وسيلة لخدمة المواطنين وتحقيق الصالح العام عبر آليات العمل المؤسسي والقانوني
تصريحات رئيس حزب النور جاءت في سياق التأكيد على ثوابت الحزب في ما يتعلق بأهمية تحمل المسؤولية تجاه هموم الناس والنظر إلى ذلك كجزء من منهج متكامل في التعامل مع قضايا المجتمع حيث أشار إلى أن مشاركة الحزب في الساحة السياسية لا تنطلق من اعتبارات مصلحية أو حسابات ظرفية بل من رؤية أيديولوجية تعتبر العمل العام بابًا من أبواب الواجب الديني والوطني على حد سواء
ويأتي هذا الموقف في ظل تحديات كبيرة تواجهها الأحزاب السياسية في مصر خصوصًا مع تغير خريطة التفاعلات داخل المجتمع وبين مؤسساته الرسمية والشعبية إذ تسعى بعض التيارات إلى ترسيخ وجودها عبر الانخراط المباشر في قضايا الناس ومشكلاتهم اليومية والعمل على نقل هذه القضايا إلى دوائر صنع القرار في محاولة لإيجاد حلول عملية تراعي خصوصية المرحلة الراهنة التي تشهد تغيرات اقتصادية واجتماعية متسارعة
من جهته أوضح محمد إبراهيم منصور أن حزب النور يولي أهمية خاصة للتواصل مع القواعد الشعبية والعمل على بناء خطاب سياسي يعكس تطلعات الفئات المختلفة من الشعب مع التركيز على القرى والمناطق المهمشة التي تعاني من نقص في الخدمات وتحديات معيشية متراكمة وهو ما يستدعي بحسب ما أوضح رئيس الحزب تبني سياسات قاعدية تستند إلى الاستماع المباشر للناس ونقل مشاكلهم بواقعية وشفافية
يرى مراقبون أن حزب النور يسعى إلى إعادة تقديم نفسه كقوة مجتمعية مؤثرة وليس فقط كتنظيم انتخابي حيث يركز على برامج توعية تستهدف الشباب والمرأة ويعمل على تعزيز حضوره في النقابات والروابط المهنية ما يعكس سعيه لترسيخ وجوده داخل النسيج الاجتماعي بعيدًا عن الصراعات الأيديولوجية التي أحاطت بالتيارات الدينية خلال العقد الأخير
ويؤكد قادة الحزب أن غايتهم تتعدى المقاعد البرلمانية أو المكاسب السياسية الوقتية وأنهم ينظرون إلى المشاركة في الحياة العامة باعتبارها امتدادًا للمسؤولية الشرعية تجاه المجتمع داعين إلى عدم اختزالهم في أطر نمطية أو ربطهم بصراعات سياسية سابقة
ويرى متابعون أن تصريحات رئيس الحزب تعكس رغبة واضحة في إعادة التموضع داخل المشهد السياسي المحلي عبر خطاب يركز على البعد الخدمي والاجتماعي من العمل الحزبي في وقت تحتاج فيه الحياة الحزبية في مصر إلى مزيد من الحيوية والمبادرة وتوسيع دائرة الفعل السياسي على مستوى المحافظات والقرى لا سيما في ظل الفجوة المتزايدة بين المواطن والفاعلين السياسيين