مستشفى الشفاء: توقف قسم غسيل الكلى بالكامل بسبب نفاد الوقود وسط كارثة إنسانية غير مسبوقة في غزة

أعلن مستشفى الشفاء الطبي في مدينة غزة، اليوم الثلاثاء، عن خروج قسم غسيل الكلى بالكامل عن الخدمة، جراء نفاد الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية، في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي الخانق ومنع دخول الإمدادات الطبية والإنسانية إلى القطاع.

وقال مدير مجمع الشفاء الطبي، الدكتور محمد أبو سلمية، إن أقسام المستشفى تعمل بأقصى طاقتها وسط ظروف شديدة الصعوبة، مؤكدًا أن السعة السريرية تجاوزت 250%، مما جعل المشفى غير قادر على استقبال الأعداد المتزايدة من الجرحى والمرضى.

“نظام التقطير” يدفع لإغلاق الأقسام الحيوية

وأوضح أبو سلمية أن الاحتلال يتعامل مع احتياجات الوقود للمرافق الصحية بما وصفه بـ”نظام التقطير”، وهو ما أجبر إدارة المستشفى على إغلاق قسم غسيل الكلى بالكامل، لتوفير الحد الأدنى من الوقود اللازم لتشغيل الأقسام الحيوية الأخرى كالعناية المركزة والطوارئ.

وأشار إلى أن الطاقم الطبي يعاني من إنهاك شديد وسوء تغذية، وقد تم إدخال عدد من الأطباء والممرضين إلى المستشفى خلال الساعات الماضية نتيجة تدهور حالتهم الصحية، مؤكدًا أنهم “لم يعرفوا طعم الراحة منذ أيام”، في ظل تصاعد الضغط مع استمرار القصف ونقص الإمدادات.

وفاة 41% من مرضى الكلى

وفي السياق ذاته، كشف المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، في آخر تحديث له، أن نحو 41% من مرضى الكلى فقدوا حياتهم نتيجة توقف خدمات الغسيل، وانعدام الرعاية الصحية المناسبة، ونقص التغذية الدوائية والغذائية.

“مستشفى الشفاء يلفظ أنفاسه الأخيرة، والمرضى يموتون بصمت”، هكذا وصف أحد الأطباء الوضع في رسالة عاجلة.

إبادة جماعية مستمرة وسط صمت دولي

منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تواصل إسرائيل تنفيذ إبادة جماعية في قطاع غزة بدعم أميركي مباشر، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير، متجاهلة قرارات محكمة العدل الدولية والنداءات الدولية المتكررة بوقف العدوان.

وقد خلف هذا العدوان حتى الآن أكثر من 200 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب ما يزيد عن 11 ألف مفقود تحت الأنقاض، ومئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين، بينهم أطفال، فضلًا عن دمار واسع في البنية التحتية المدنية والطبية.