اليوم.. استئناف قاتل فتاة الشارع يشعل الجدل: سيجارة ومخدرات.. وجريمة في قلب الظلام

داخل قاعة محكمة جنايات القاهرة، الدائرة التاسعة جنايات مستأنف شمال القاهرة حيث تتقاطع أنفاس العدالة مع صرخات الحقيقة، نظرت هيئة المحكمة اليوم، قضية استئناف مثيرة للجدل، تقدم بها شاب “عاطل”، طاعنًا في حكم سابق قضى بمعاقبته بالسجن المؤبد، لاتهامه بجريمة هزت الشارع المصري: قتل فتاة “متسولة” بسبب خلاف غريب نشب بينهما على سيجارة وتعاطي المخدرات.
جلس المتهم في قفص الاتهام بوجه شاحب، يتأمل ملامح القضاة التي لا تعرف الرحمة حين تسيل الدماء ظلمًا، بينما استعرضت المحكمة تفاصيل الجريمة التي وقعت في أحد أحياء القاهرة الشعبية، والتي تكشف عن طبقات من الإهمال الاجتماعي والتشوه الإنساني.
البداية: بلاغ على هامش الرصيف
في أحد أيام الشتاء الماضية، تلقى قسم شرطة الأميرية بلاغًا من الأهالي بالعثور على فتاة مجهولة الهوية، ملقاة على الرصيف، جثة هامدة لا تُنبئ إلا عن عنف غادر. فور انتقال قوة من رجال المباحث، تبين أن الفتاة في العقد الثالث من عمرها، تعمل في التسول، وعُثر على إصابة غائرة في رأسها.
التحريات: صداقة من نوع خاص.. انتهت بدماء
بدأت التحقيقات تكشف الستار عن علاقة غريبة جمعت بين القاتل والقتيلة؛ فكلاهما كانا يتقاسمان أرصفة الشوارع وأركان الإشارات، يتسولان، ويتشاركان في تعاطي المواد المخدرة الرخيصة. لكن ليلة الجريمة، تحولت السيجارة إلى شرارة خلاف، تطورت سريعًا إلى شجار دموي.
وفقًا للتحريات، قامت المجني عليها بإشعال سيجارة ونفث الدخان في وجه المتهم، ما أثار غضبه بشدة. حاول أن ينتزع منها لفافة المخدر، فاشتد العراك، لينتهي بجريمة مأساوية. حمل المتهم أداة حادة وسدد ضربة قوية إلى رأس الفتاة، ثم فرّ هاربًا، تاركًا إياها تنزف حتى الموت.
الاعتراف الكامل: “أنا اللي عملتها”
لم يطل الأمر كثيرًا، إذ تمكنت الأجهزة الأمنية من تحديد هوية القاتل، وبضبطه، انهار سريعًا معترفًا بتفاصيل جريمته، دون محاولة للإنكار. وأمام النيابة العامة، سرد الوقائع بدقة، مؤكّدًا أن تعاطي المخدرات كان المحرك الأول لفعلته.
وبناءً على هذه الاعترافات، أمرت النيابة بحبسه احتياطيًا، ومن ثم تمت إحالته إلى محكمة الجنايات، التي أصدرت حكمها القاطع: السجن المؤبد.
اليوم.. محاولة أخيرة للنجاة
واليوم، يعود القاتل ليطلب فرصة أخيرة، من خلال الاستئناف على الحكم، مدّعيًا أن ما ارتكبه لم يكن عمدًا، بل لحظة تهور ناتجة عن تأثير المخدرات.
لكن، هل تنجح محاولته في إقناع المحكمة بتخفيف مصيره؟ وهل تجد العدالة طريقها بين دخان السيجارة وغشاوة السموم؟ .. القرار مؤجل، والمجتمع ينتظر.