مصر تؤكد دعمها لبيان 25 دولة لإنهاء الحرب ورفض التهجير القسري

رحبت جمهورية مصر العربية بصدور بيان مشترك عن وزراء خارجية 25 دولة، يدعو بشكل عاجلً إلى وقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ويستنكر منع دخول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين ويعارض بشدة فرض تهجير الفلسطينيين أو إنشاء «مدينة إنسانية» كحل بديل

وأضافت الخارجية المصرية أن هذا البيان يتضمن رفضاً قاطعاً لأي مخططات تهدف إلى تهجير الفلسطينيين أو نقل سكان غزة لبيئة مصطنعة تخالف القانون الدولي الإنساني محذرةً من أن مثل هذه الإجراءات تمثل انتهاكاً صارخاً للحقوق الأساسية للسكان

كما أكدت مصر دعمها الكامل للموقف الذي تضمنه البيان بشأن معارضة التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية وإدانة العنف الذي يمارسه المستوطنون، معتبرةً أن استمرار هذه السياسات يفاقم الوضع الإنساني ويقوض فرص السلام

وشددت الخارجية على أن مصر تستكمل جهودها المكثفة، بالتعاون مع كل من قطر والولايات المتحدة، من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وتحقيق نقل مساعدات عاجلة دون قيود، وضمان سلامة المدنيين

في إطار الخلفية الدبلوماسية تسعى مصر منذ فترة إلى تأمين هدنة دائمة من خلال مبادرات متعددة شملت اتصالاً هاتفياً لوزير الخارجية المصري مع المبعوث الأمريكي الخاص، الذي ناقش معه الاستراتيجية السياسية اللازمة لإنهاء العدوان وضمان طريق واضح نحو حل الدولتين

على هامش ذلك طرحت مصر رؤيتها لإعادة الإعمار الشامل لقطاع غزة دون تغيير ديموغرافي، تُعرف غالباً بالخطة التي تم الاتفاق عليها خلال القمة العربية في مارس الماضي والتي حظيت بتأييد واسع من الدول العربية، وترفض أي فكرة عن إقامة «مدن إنسانية» خارج حدود القطاع

يمثل هذا الإعلان نقطة فارقة في الجهود الدبلوماسية الإقليمية للتخفيف من تداعيات الأزمة في غزة، ويعكس توافقاً غير مسبوق بين مصر و25 دولة غربية آسيوية وأوروبية وأخرى حول ضرورة وقف التصعيد وتحريك عملية السلام بما يخدم الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء

كما تشدد القاهرة على أن الحلّ السياسي الدائم يجب أن يقود إلى تأسيس دولة فلسطينية مستقلة على حدود 4 يونيو 1967، تضم القدس الشرقية، عبر الآليات الدبلوماسية وفق جدول زمني محدد وبضمانات دولية باعتراف رسمي بالدولة الفلسطينية، وهذا الموقف يحظى بتأكيد البيان المُرحّب به من الدول الخمس والعشرين

يُلاحظ أن البيان لم يقتصر على إدانة الحرب فحسب بل امتد إلى الدفاع عن كرامة وحقوق سكان غزة عبر رفض أي تغيير قسري في التركيبة السكانية يهدد فرص السلام الدائم ويشكّل محطة أساسية في مواجهة الانتهاكات المستمرة
كما تُشدد مصر، من خلال تكرار التفاعل مع المجتمع الدولي، على ضرورة إعطاء دفعة جديدة لمبادرات سلام فاعلة تشمل حلولًا موضوعية ومستدامة للدولة الفلسطينية

في المحصلة ترسم مصر بموقفها اليوم صورة واضحة لرؤية شاملة تشمل وقف العدوان ودعم حقوق المدنيين الفلسطينية، مع تبني مسار سياسي قوامه توقف للأعمال العسكرية وإطلاق عملية تفاوضية تفضي إلى كيان مستقل وفق القوانين والقرارات الدولية