
تدوينة قديمة تعود للمشهد وتثير تساؤلات حول العودة والتحرك السياسي
أعاد السفير المصري السابق معتصم مرزوق، مساء الإثنين، نشر تدوينة قديمة له كان قد كتبها في 31 ديسمبر 2023، مرفقة بعبارة رمزية وغامضة قال فيها:
“تصفح بعض ما كان على الفراش… أخيرًا بعد طول مسير”، ما أثار حالة من الفضول والتساؤل لدى المتابعين حول مغزى التوقيت ومضمون الرسالة.
وجاء المنشور على حسابه الشخصي، حيث اختار إعادة تدوينة مؤثرة ذات طابع شخصي وسياسي وإنساني، لتُعيد إلى الأذهان محطات فارقة من مسيرته ومواقفه العامة، وسط غياب طويل عن المشهد العام.
ذكريات مؤلمة وحنين لعدالة غائبة
في التدوينة، استعاد مرزوق لحظة تعود إلى عام 1981 حين فوجئ أحد زملائه بوجود صور ضحايا مجزرة بحر البقر تحت زجاج مكتبه، ليسأله عن السبب، فردّ مرزوق قائلاً:
“حتى لا أنسى…”
ويضيف في المنشور ذاته أنه في تلك الحقبة لم يكن يدرك المصريون تفاصيل ما فعلته إسرائيل بالأسرى المصريين، بل كانوا مشغولين بحلم تحرير الأرض ومحو إهانة هزيمة يونيو، بل وحتى إثبات الكفاءة والرجولة في عيون من أحبوا، قائلًا:
“كنا نريد أن تعرف المرأة التي أحببناها أننا قادرون على حمايتها، وجديرون بشرف أن نكون فرسانها في الغرام.”
التحول من السلك الدبلوماسي إلى ساحات المحاماة
بعد خروجه من وزارة الخارجية، بادر مرزوق إلى القيد في نقابة المحامين، الأمر الذي أثار دهشة لجنة القيد، بحسب روايته، ظنًا منهم أنه يسعى لتحسين دخله بعد المعاش.لكنه أوضح أن هدفه كان مختلفًا تمامًا، إذ كان يسعى إلى ملاحقة إسرائيل قانونيًا بشأن ملف إغتيال الأسرى المصريين، بالتعاون مع السفير الراحل إبراهيم يسري، ورفع دعاوى أمام محاكم مصرية وأوروبية.
معاناة لاحقة وتصفية حساب مع الذات
أشار مرزوق في تدوينته إلى أنه لم يتمكن من تجديد عضويته في نقابة المحامين عام 2017، لكنه لم يتراجع عن قناعاته أو اهتمامه بالقضايا الوطنية الكبرى.
واختتم منشوره بجملة اقتبسها من الشاعر الكبير أمل دنقل، قائلاً:
“أنظر في المرآة اليوم، إلى رأسي التي اشتعلت شيبًا، إلى عينيّ اللتين ذبلتا، وأهمس: ‘أترى حين أفقأ عينيك، ثم أثبت جوهرتين مكانهما، هل ترى؟’”
وهي عبارة تحمل بُعدًا رمزيًا واضحًا حول البصيرة في زمن العمى السياسي والمعنوي.
رسائل مفتوحة في زمن التحولات
رأى متابعون أن عودة مرزوق لإحياء هذه التدوينة ليست عفوية، بل تمثل رسالة ذات مغزى شخصي وسياسي. البعض قرأها كتصفية حساب داخلي مع الماضي، بينما اعتبرها آخرون تلميحًا إلى تحرك أو عودة مرتقبة إلى الفضاء العام، في ظل التحولات التي يشهدها الواقع المصري.وفي كل الأحوال، تبقى الرسالة مفتوحة على قراءات متعددة، تعكس عمق تجربة شخصية ومواقف لا تزال حاضرة في الذاكرة الوطنية.