مصر

أهالي شمال سيناء يطالبون بكسر الحصار عن غزة وتحرك شعبي وشيك

في تطور لافت يعكس تصاعد الغضب الشعبي والقبلي في شمال سيناء تجاه الأوضاع الإنسانية الكارثية في قطاع غزة دعا مجلس عشائر المحافظة إلى تحرك شعبي واسع النطاق من أجل فك الحصار المفروض على القطاع منذ أشهر والذي أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية وتهديد حياة مئات الآلاف من المدنيين بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء وكبار السن

المجلس أشار في بيان صادر عنه إلى أن ما يتعرض له سكان غزة من مجاعة وحرمان من أبسط مقومات الحياة يمثل جريمة تتطلب موقفًا فوريًا من أبناء سيناء خاصة في ظل ما وصفه بالخذلان الإقليمي والدولي المتواصل تجاه معاناة شعب محاصر يتعرض لأبشع أنواع العقاب الجماعي بسبب مواقفه السياسية وحقه في الدفاع عن أرضه

وأكد البيان أن غزة التي تتصدر خطوط المواجهة دفاعًا عن كرامة الأمة لا يجب أن تُترك تواجه مصيرها وحدها خلف الأسلاك الشائكة مشددًا على أن صمت من يعيشون على الجانب الآخر من الحدود لم يعد مقبولًا وأن ساعة التحرك قد حانت في ظل انسداد الأفق الدبلوماسي واستمرار الوضع الإنساني في التدهور

وطالب المجلس بشكل واضح السلطات المعنية بفتح معبر رفح البري فورًا وبدون شروط لتمكين تدفق المساعدات الإنسانية من مواد غذائية وأدوية ومستلزمات طبية إلى داخل القطاع المحاصر مشددًا على رفض أي محاولات لاستخدام هذه الورقة في سياق الابتزاز السياسي أو الحسابات العسكرية

كما أعرب المجلس عن استعداده التام لتأمين قوافل المساعدات عبر الأراضي المصرية وصولًا إلى معابر القطاع داعيًا جميع أبناء القبائل والعائلات السيناوية إلى التعبير عن دعمهم لأهالي غزة من خلال الوسائل السلمية والاحتجاجات المنظمة في الميادين ومواقع التواصل الاجتماعي

وفي سياق متصل أكد الشيخ موسى المنيعي أحد أبرز رموز القبائل في شمال سيناء أن ما يجري في غزة يفوق حدود التحمل والسكوت موضحًا أن الصور القادمة من داخل القطاع وخاصة ما يتعلق بمعاناة الأطفال أمام نقص الغذاء والماء لا يمكن إلا أن تستفز الضمير الإنساني وتدفع إلى التحرك العاجل

وأشار المنيعي إلى أن أبناء سيناء لا يمكنهم البقاء على الحياد في معركة تتعلق بالعدالة والكرامة والحق في الحياة مبينًا أن الجاهزية الشعبية والقبلية للمشاركة في أي جهد إنساني أو لوجستي أصبحت أمرًا محسومًا لدى غالبية أبناء المنطقة

تأتي هذه الدعوات في وقت تتصاعد فيه الضغوط الدولية والنداءات الأممية لوقف الحصار المفروض على غزة والذي تسبب في كارثة إنسانية غير مسبوقة حيث تشير تقارير ميدانية إلى ارتفاع معدلات الفقر والجوع إلى مستويات خطيرة وسط صمت دولي وتراخٍ من قبل الأطراف المؤثرة في المشهد الإقليمي

ويؤكد مراقبون أن تصاعد الغضب الشعبي داخل مصر وخاصة في المناطق الحدودية قد يعيد القضية إلى صدارة الاهتمام الشعبي ويضع ضغوطًا جديدة على صناع القرار في القاهرة لإعادة النظر في طريقة التعاطي مع ملف المعابر والسياسات المتبعة تجاه غزة

وتبقى الأنظار موجهة نحو ما ستسفر عنه هذه التحركات الشعبية والقبلية في سيناء خلال الأيام المقبلة وهل ستشكل منعطفًا جديدًا في مسار الدعم الشعبي العربي لغزة أم ستظل ضمن إطار ردود الفعل الرمزية التي لم تنجح حتى الآن في كسر الحصار أو تخفيف معاناة السكان المحاصرين

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى